جاءَ احد الاشخاص إلى معرضنا ، كان مميزاً لا يشبه الزبائن القدامى بتاتاً ، ذو لحية سوداء ، طويل ، أنيق، عينان زرقاوتان ، شعرهُ كثيف وناعم ، آهٍ لو تعلمون كم كانت رائحة عطره جميلة !
يستوجب الانتهاء من العمل في الثانية ظهراً ، لقد احاطني الكسلُ من كل جانبْ ، لو أنني استطيعُ أن أحصل على دقائق قليله من النوم الآن ، لربما استعدتُ نشاطي .
في حينا لم يكن الكثير من الأشخاص هناك ، لقد كانت الخاله جولييت بمثابة الام عندي ، لقد كانت تساندني في كل شيء ، وعلى بعد شارعٍ كان يسكن هناك العم خالد ، صاحب أكبر مطعمٍ في الحي ، بصراحةٍ لم يكن كبيراً حجماً ، بل حباً ، يزودُ الجميع بالحب دائماً ، في الحي كان كل شيء جميلٌ ، كل شيء كان بمثابة الحب لا الكره .
في يوم الاثنين ، حصل حدثٌ لا يتكرر، لقد كانت أعظم الحفلات الفيروزية تقام في حينا ، الجميع يرقصون ويغنون ، العم خالد منشغلاً في تحضير بعض الأطعمة اللذيذة ، الخاله جولييت تطيل النظر إلى العصافير وهي تبتسم ابتسامة تبتلع فيها الجميع ، لم أكن سعيدة ذات يومٍ كهذا اليوم ، أحبكم، واحب الصدف التي جمعتني بكم .
كتبتُ الكثير من المقالات ، وطبعتها ، والآن كنت أنتظر سليم حتى يقوم بتوزيعها ، لقد حضرتُ القهوة وجلستُ خارجاً استنشقُ الهواءْ ، وإذا بذلك الرجل الغريب يأتي من جديد ، لكن الأغرب من ذلك جلس بجانبي وطلب القهوة ، احضرتُ له القهوة ، فسألت! لماذا حضرتك تجلس في الخارج ، تستطيع الدخول إلى الداخل فهذا لا يليق بك ، أجابني وهو لا ينظر لي حتى ، بل انتي لا يليقُ بكِ هذا ايتها الشابه ، لم يكمل كوب القهوة وإذ بهِ ذاهباً ، لم استطيع التحدث بشيء وقتها ، بعد مرور دقيقتين ، أتى سليم وبدأنا بتحضير المقالات وترتيبها.
قراءة: اليتيمه ١ " The orphan "
You must be logged in to post a comment.