[ إحكي معي إذا بِدَّك إشي... ]
جميل جداً أن تقف مع أخيك الذي وقع في ظرف طارئ من فقد قريب، أو دخول مستشفى، أو ما شابه من أمور تستدعي مِمَّن حوله الوقوف مع هذا الذي اشتدت به الأحوال.
ولكن هنا أمر مهم!!
قال سيدنا عليٌّ رضي الله عنه:
«السَّخاء ما كان ابتداءً، فأمَّا ما كان عن مسألة؛ فحياءٌ وتذمُّم».
[ربيع الأبرار ونصوص الأخيار للزمخشري (480/4)]
فلماذا تنتظر من أخيك أو ابن عمك أو صديقك المكروب؛ أن يطلب منك مساعدته بالمال، وأنت تَعرِف أنه الآن في ظرف مادي حرج؟!
فلماذا أكثرنا يقول لهذا الشخص :
( إذا عاوز إشي أنا أخوك، بالله عليك رِن عليَّ )!!
لكن لِما لا تذهب عنده وهو في عِز أزمته، وتطرق عليه بابه، وتناوله الذي فيه النصيب -حتى لو من باب الدَّين-، دون موشَّحة ( ناقصك إشي) ؟!
أنا أتخيل أن هذه العبارة تحتاج إلى مراجعة، فهي كالمثَل الشعبي القائل :
إنتخِي *** ولا تَرتخي.
وللأسف صار الكثير مِنا حالُه مثل هذا المثل، وذلك بأننا نتقن عبارات رنَّانة من بعيد، وأما البذل لإنسان دون مقدِّمات؛ فهذه قَلَّ أن نجدها.
أنا متأكد أن كثيرًا من الذين مَروُّا بظرف ومصيبة؛ ولَم يجدوا ذاك الشخص الذي يمد لهم يد العون دون إسماعه عبارة:
عاوِز إشي ؟
محتاج إشي؟
بالله عليك إحكي معي إذا بِدَّك إشي!!
أنهم الآن يقرؤون هذا الكلام؛ ويُدرِكون معنى كلامي.
وأنا قصدتُ بمقالي هذا:
أن نشعر بكل إنسان وقع في مصيبة مفاجئة، ونحن نَعلَم أنه الآن في حيرة من أمره، وهو في أمسِّ الحاجة لذلك الأخ الذي يسند ظهره -كل بحسب ما يستطيع-.
بعض الأصدقاء لا يجيدون الوقوف بجانبك
الا عند التقاط الصور .
لا أدري لربما أنكم قد شعرتم بهذا ؟!
كتبها : أبو معاذ سمرين.
You must be logged in to post a comment.