توبة ؟
كل ليلة، كل ليلة تمر عليّ مرور الكرام ولكن في ليلة من ليالي الشتاء الباردة، وحبات الندى كالدمع اغرورقت على وجنات نافذتي، ألفيتني مخاطباً نفسي أُحاسبها، أسألها وأستجوبها محاسباً إياها على الديون المتراكمة في دفاترها الكئيبة، كي تعترف لماذا؟ لماذا تفعل هكذا؟ قلبک الذي هو ملكاً لكِ أين هو؟ أجيبي يا نفسي أرجوكِ ولا تصمتي، ألا ينبض؟ أليس فيه حياة؟
لماذا يا نفسي ترتدين ثوب الذنوب ؟ هلّا أخبرتني من ذنبٍ إلى ذنبٍ إلى ذنوب، حياتي موحلة أصبحت كالجحيم، حتى ظننت أنّي تبوّأت مقعدي في دركٍ أسفل، فالذنوب تملكتني ماذا عساي أن أفعل؟ فدوامة المعاصي سرقتني، والذنوب تملكتني وبشدة، أجل لقد انتهى كل شيء، حياتي، عالمي، كل شيء قد انتهى، انتهيت، دُمِّرت.
ما الذي قلته؟ وماذا تكلمت قبل قليل؟ حمداًلله أن مهجتي تمشي على هذه الأرض وفؤادي لا زلت أسمع نبضه المتهدج، أوشكت الوقوع بكارثة كبيرة جداً بلحظة من اللحظات الخبيثة بتُّ على وشک اليأس من هذه الحياة وثقتي بالله تلاشت ولكن تذكرت لوهلة بأنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرين، فأنا اقوى من كل يأسٍ وقنَط.
لو مُتّ ماذا عساي أن أفعل؟ ماذا قدمت لآخرتي وماذا فعلت لدنياي؟ ماذا قدمت لمن وهبني روحي وأهداني قلباً أورقت بتلاته بالإيمان؟( ماذا) أربعة حروف باتت في مخيلتي كمنبه ينبض في الدقيقة ألف عام، أشعر بأن أجساد تحت التراب تتمنى الإياب إلى دنياي كي تحظى بسجدة وتردد على مسامعي "كم أنتِ محظوظة لا يمنعك أي حاجز من السجود لله -عز وجل- حتى لو ألف سجدة.
عد إلى الله فالله مشتاق إليك،اشتاق لسماع صوتك
You must be logged in to post a comment.