بسم الله الرحمن الرحيم
الجلسة (1)
الإنسان ..
كيف يَكون الإنسان أَمام نفسه و أَمام الناس ..كيف يكون صراع الأَفكار ..
مع التربية التي تربّى عليها .. ضِمْن الرُّؤية الدينية أو بعيداً عنها .. بين ما يرضاه و ما يكرهه..
ما يُمْلى عليه حسب العادات أو بالإِجبار من غير قرارٍ داخليٍ و تفكيرٍ عميقٍ يُنتج تصرُّفاته.
أولا أودُّ أن أقول أن النفس البشرية فلسفياً عبارةٌ عن عقل و قلب .. القلب يتحرك ضمن الهوى أَما العقل فهو يتحرك ضمن الحقائق المجرَّدة ..
يُقال أَن الله خلق الملائِكة ضمن التصرُّفات العقلانية البحتة .. أما الحيوان فتصرُّفاته نتاج تصرُّفات الهوى بشكل بحت .
فإِذا تحكم الإِنسان في تصرفاته بشكل عقلي و كبح جماح الهوى أَصبح إنساناً فوق الملائِكة .. أما اذا تغلَّب الهوى على العقل و فقد سيطرته على نفسه، أصبح دون الحيوان منزلة .
حين يتعرّض الإنسان لضُغوطات الحياة تتبلور شخصيته و تضيءُ الأَنوار على أَطراف الطَّريق الذي يختار أن يسلكه ، طبعا يختلف مقدار النُّور الذي ينتشِر في طريقه بحسب القناعات و الأَسبابِ التي قادته الى هذا الطَّريق ..
إذا كان قد سار في هذا الطَّريق ضِمن تخيُّلٍ واقعي و ليست مجرّد نزوة بلا سبب يرى طريقهُ بشكل واضح و يعرف لِم و كيف عليه أن يُكمل طريقه..
الخياراتُ كثيرةٌ بشكلٍ لا يُحصى بِحجم التنوُّع النَّفسيِّ و الفكريِّ للبشر .. الأَخلاق ..الميول .. القانون .. الوضع النفسي.. المستوى الاجتماعي .. العادات و التقاليد .. التربية .. و حتى الشهوات الدنيويّة و غيرها الكثيرُ من العوامل تندرجُ تحت التأْثيرات في تكوين كينونة شخصه ..
إن تصرُّفات الإنسان سواءٌ فعل كانت أم قول ما هي إلا كالأَلوان .. بها يَرسُم صورته أَمام النّاس .. فإما أَن تكون زاهيةً مضيئة.. أو أَن تكون بأَلوان باهتةٍ مملة.. لا يطيقُ أحدٌ النَّظر إليها ..
إذا أَردت أَن تكون صاحِب حضورٍ محبّبٍ و شخصِيَّةٍ لَبِقة ذات طابع زاهٍ فاحرص على إختيار ما يليق بك من ألوان ..
بقلمي .. بها السيد عبيد
You must be logged in to post a comment.