حيث صوت حفيف الشجر متناغماً مع تلاطم أكواز الصنوبر ..حيث رائحة تراب الأرض داعبه رذاذ المطر الدقيق مدغدغاً ..هناك ..كانت هناك تكمن أرواحهم ..
وبين سكينة العقائد وشغف الأرض لكل فصول السنة..
وأمٌ قوية صلبة امرأة حديدية تحمل على عاتقها صنوف الأثقال وأوزان بلا ميزان....
هاجر السرب يقسم السماء لنصفين ..
سكت نبض حياة الأرض ..لم تعد صالحة ..
هلكت شوارع المدينة ..
خلق نبض القلم من جروح دامية ..فحان دور الشاعر ..
وأين الشاعر في مدينة الموتى؟
أيرقد بين سطوره متوارياً بقصائده المكلومة ..فقد كسرت قافيتها ..
خفتت فوانيس الطرقات ..
طائر قد ضاع عن سربه ..اهتدى على سلك الكهرباء ..
وحيداً ..
تماماً كما الشاعر ..
أيا أسراب الطيور أي أرض تقصدين ..؟
أم تخافين من لحاق الموت ؟!
وهل يشفى المرء وتسكن آلامه عندما يبتعد عن وطنه ؟
وكأنما الجوار يجلب التمنّع ..والتصدّي يغلب الأمتار بالكم والنوع..
عذراً أيا روح ..فقد فُقِدتِ من كل شيء ..سوى الموت روحه لا زوال لها ولا نهاية ..
أصبح الأمر أشبه بانتهاء حياةٍ أو لربما إعتيادٌ على ما ينهيها ..
كياءٍ منفية في آخر الأبجدية تعلن عن انتهاء تعدادها لطفل في الرابعة ..كلحن يستعرض آخر نوتاته لعله يحسن الختام فيبدع ويحل بعدها الهدوء ..
اعتادت الشمس على الشروق من ذات المكان ..حتى وإن تغيّر تعلن نهاية الحياة ..
كسيجارة بيد شيخ نفذ تبغها وما زال ينفث بعمره الطويل بين مساماة مصفاتها..
غروب شمس مدينتنا قد طال ..
والشتاء حلّ مقيماً مستبيحاً أرضنا والسماء ..
يفترش برده جدران قلوبنا ..
حتى الصميم قد ازرقّ تجمداً وتلاحمت جزيئات الدماء في وريده ..
وبقي قلم الشاعر بحبره السائل ..ربما لأنه سيخط معاناته مترجمة بحروف مخطوطة ..حتى يصل الذبح للسطور ..
فربما دماء السطور ستحيينا يوماً ..فلا يحمل دمها زمرة ..يصلح حتى في عروق الرخام ..آ
plz tell us if they give u money
You must be logged in to post a comment.