حنجلتهم على أنّات انكسارنا

عناوينٌ مبعثرة ..طرقٌ متشابكة يتيه فيها الدليل..سماءٌ باردة.. صراخٌ أصمٌّ من تحت سبع ظلمات ..ضجيجٌ صاخب صارخٌ ثائر ..وأفواه حيكت بخيوط الصوف الشّائك زرعت على جوانب الطرقات ..وعيون تبصر الألم لتبخّ مزيدًا من السم الحارق ..فتبدو اللوحة كوشاح لمشعوذة مزدانٌ بأحجار عيونهم ..وكأنما ينتظرون السقوط حتى يهشمو ملامح روحك ووجهك ..
وعند الوهن وأقسى مراحل الإنكسار والهزيمة يقفون وِقفة رجل نبيل فيمدّوك بكل المواد سريعة الإشتعال ..ويشعلون عنك الشرارة حتى تحترق ولا تشعر بالألم مجددًا ..فيذكرونك بعد رحيلك الأبدي ..حتى يقولوا قد كان طيبًا ..فيقدّموا فيك أحر التعازي ..وقد يبكون بحرقة أمّ ثكلى .
كشريعة الغاب ..كمكر السّحَرة ..
لم نعد عقلاء فقد أصبحت عقولنا صمٌّ بكمٌ عميٌ ..
لم تعد لقلوبنا الرغبة بالحب أو الحياة ..
فقط نسعى لسلامة ما تبقى منّا من فتات ..
فقد جاهدَتْ أفواههم وعقولهم وذاقت مرارة تعب الألسن بصياغة الأحداث الوهمية حتى وصلوا بنا إلى هذا الحال ..
أيعقل أن يدَعونا سالمين بما تبقّى منّا ..؟
أم أنهم لا يرتوون من الغيظ فقد تكون تلك البقايا هي كل ما أرادوه ..وكل أجزاء الدمار الأخرى لا تعني لهم شيئًا..
طاف بنا شاطئ الدنيا فألقى بنا بعيدًا ..
وسقطت حروفنا عن سطورها ..
إلى أن نقطة النهاية لم تسقط بعد ..
ربما لم تكن هنا نهاية الحياة ..
فقط هي نقطة النهاية ..فقط هي من تحدد الإنهيار ..
ربما كان الدمار قد أهلك كلّ شئ ..لكن ما زال هناك نقطة ..
نثقُ بها ..نثق جيدًا بضرورة وجودها للإعلان عن نهاية الجملة أو النص ..
نثق بمعلمةٍ أصرّت يومًا على ضرورة وجودها وإلّا بقي النص مفتوحًا لإضافة المزيد ..
لم تسقط النقطة...
سنجمع حروفنا مجددًا ..سنخط أحلامنا ..
ونخرجكم من نصوصنا ..فلن تكونوا أحد أجزاءها مطلقًا ..
ونضع النقطة بإحكام ..
فلا مُرَّحبًا بكم فالحب ليس من شيمكم ..
ولا حلولكم حلول الأهل ..ولا خَطوَكُم فيه السّهولة ..
فلا حللتم أهلًا ولا وطئتم سهلًا ..
وها هي النقطة.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٤ ص - عبد الفتاح الطيب
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٨ ص - jimina
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٥ ص - شهد بركات
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:١٤ م - Amani
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:٠٨ م - soha
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ٢:٠٠ ص - Zm23138244
About Author