قولتي يا سوسن بالتحقيق أنكِ قمتي بفتح شقة هالة زميلتكم بشركة العقارات بمفتاحك الاحتياطي في الساعة التاسعة صباحا يوم العطلة، ووجدتِها مقتولة ملقاة على الأرض والدماء ينزف منها، ولم يكن هناك سكين بجوار الجثة، ومكتوب بإصبع هالة اسم أخي فاروق بالدم وكان الدم جافا، فقمتي بالاتصال مباشرا بالشرطة، أبلغتِهم أنكِ كنتِ بشقتك وجئتِ بناء على رسالة من هاتف هاله تخبرك بضرورة المجيء إليها، أرسلت الرسالة في الساعة الثامنة صباحا ووجدتِها مقتولة، وكانت هناك كاميرات بالمحل المقابل سجلت وقت وصولك، وأن منزلك يبعد عنها تقريبا نصف ساعة، تم ثبوت أن الضحية قُتلت بين السابعة والنصف الثامنة صباحا، فإما انكِ قتلتِها وأرسلتِ إلى نفسك الرسالة، أو إن القاتل هو من فعل ذلك، عندما جاءت الشرطة أخبرتهم بما حدث وبعنوان فاروق الذى كان يسكن بنفس الشقة مع حمدي ورمزي.
استيقظ أخي على صوت دق الباب ويبدو أنه كان تحت تأثير منوم كما أنه كان بمفرده في الشقة، وعندما فتح أخي باب الشقة وجد أمامه الشرطة ولم يفهم شيء، فدخلوا إلى غرفته الخاصة ووجدوا ثلاثة آلاف من الجنيهات، وتلك الاموال كانت من الاموال المسروقة وسأعود لأتحدث عن تلك النقطة لاحقا.
عندما قاموا بالتحليل للكشف عن الدماء بالسكاكين الموجودة بالمطبخ، تم العثور على تلك السكين وكانت تتطابق مع جرح هالة، وعثرت الشرطة على قميص أخي ملطخ بالدماء في النفايات التي أسفل عمارة أخي، فقد كانت جريمة محكمة، فمَن أعطى أخي المنوم، وأخذ السكين من الشقة، وقتل هالة، ولطخ قميص أخي، وكتب اسم أخي بإصبع هالة بدمها، وأعاد السكين، ووضع القميص بالنفايات لن يخرج من بينكم، وأما عن الثلاث آلاف جنيه فكانت من المال المسروق بشركة العقارات، فتم إتهام أخي بالقتل والسرقة في آن واحد، وتخلص المجرم من الجريمتين؛ لم اكن أعلم شيء لأني كنت مسافرا بالخارج، ولكن وصلتني رسالة بها تفاصيل ما حدث، فعدت إلى أخي ولكن بعد الحكم بالإعدام، فطلبت محاميا أخر من أجل الاستئناف.
وقابلت أخي وأخبرني أنكم اجتمعتم جميعا للاحتفال ببراءتكم من قضية سرقة الشركة، بدأ الاحتفال بالمطعم ثم انتقلتم إلى مقهى، وعندما انتقلتم إلى المقهى قالت هالة بحزن: هناك شخصا خدعني ويحزنني كثيرا أنني وثقت به يوما، فسألها الجميع ماذا تقصدين فنظرت لهم وخرجت من المكان باكيه، فخرج الباقية خلفها وحاولوا تهدئتها ثم أوصلوها جميعا إلى منزلها، أدخلتها سوسن إلى غرفتها وأعطتها مهدئ وظلت بجوارها حتى غفوت، خرجت سوسن من غرفتها ووجدت فاروق فقط في الصالة فسألته أين الباقية؟ أخبرها أن حمدي يقف بالشرفة من أجل التدخين، أما رمزي بالحمام، فقالت لقد نامت الآن وعلينا الرحيل.
وقرروا إكمال الاحتفال بمنزل فاروق وحمدي ورمزي، فذهبت معهم سوسن وقامت بتحضير بعض الطعام والمشروبات وتحدثوا قليلا عن ذلك الكلام الغريب الذى قالته هالة، ونظرت سوسن إلى فاروق وقالت: هل أزعجتها فأنا أعلم أن كلاكما تحبا بعضكما البعض، لكن إلى متى ستخفون تلك الحقيقة، فشعر فاروق بالإحراج ثم قال: لا لم أزعجها بشيء ولكننا أصدقاء مقربين فقط.
عند منتصف الليل تركتهم سوسن وعادت إلى منزلها، وبما أن حتى تلك هذه اللحظة أخي كان متيقظا، إذن هذا دليل على أن أحدهم من وضع منوم لأخي كي لا يستيقظ قبل وصول الشرطة، ملحوظة انظروا إلى ذلك الفيديو أنه مسجل من الكاميرا التي أمام عمارة هالة، هناك شخصا في الساعة السابعة والنصف يدخل العمارة، وكان يرتدى زي منظفي المنازل من الحشرات، وكان متخفى كليا، ونزل من العمارة في الساعة الثامنة ، وعند سؤالي لجميع سكان العمارة عن هل أحد طلب عامل لتطهير المنزل توقعوا ماذا وجدت؟ لم يطلب أحد عامل لتطهير المنزل ، إذن هذا القاتل الخبيث استطاع التنكر جيدا ليخفي حقيقة ملامحه وهيئته وتكون الجريمة ملفقه لأخي.
قرر القاضي الخروج من صمته ونظر إلى تيمور قائلا: أنا لن أخبرك أنك بهذه التصرفات ترتكب جريمة، ولكن سأخبرك أني سأصل إلى المجرم، وعليك أن تجلس وتستمع وسأقوم أنا ووكيل النيابة والمحامي باستجوابهم جميعا أمامك، وسنكتشفه إذا كان أخيك حقا برئ.
You must be logged in to post a comment.