رسالة من مجهول - الفصل الخامس

- فقال القاضي: هل هناك شيئا أخر تريدي اخبارنا به؟

- ردت سوسن بالنفي.

ثم جلس القاضي ووكيل النيابة والمحامي حائرين، فجميع إفاداتهم السابقة بالتحقيقات كانت كاذبة، ولم يكن هناك أي دليل براءة على أياً منهم، كما أن الشقة كانت فارغة بعد خروج حمدي ورمزي، ولم يكن هناك دليلا على وجود فاروق بالغرفة وقت ارتكاب الجريمة، فأحدهم قام بالسرقة واكتشفت هالة بطريقة ما هوية السارق، ولكن كيف فجاءه اكتشفته؟ وعندما أدرك السارق اكتشاف أمره، قرر التخلص منها وإدانة فاروق وشتت الجميع.

-فقال تيمور: إذن لم تكتشفوا الفاعل، فاتت ساعة ونصف من الساعتان ولم يتبقى سوى نصف ساعة على تفجير القنابل.

-فقال المحامي بصوتٍ عاليٍ: لقد عرفت الفاعل ولكن علينا أن نتحدث بمفردنا الآن يا تيمور، هلا تفضلت يا سيادة القاضي وأنت يا حضرة وكيل النيابة بتركنا لحظات.

وتهامس كرم مع تيمور قليلا، وفجاءة على حين غرة أطاح المحامي برأس تيمور بلكمه قوية مفاجأة افقدته وعيه لحظة، وألتقط كرم ريموت القنابل قبل سقوطه على الارض، ووقع تيمور على الأرض وتحرك نحوه صادق مسرعا، فامسك بيده وأفاق تيمور قائلا: أنتم ضائعون، فتلك القنابل ستتفجر ذاتيا، فليس الريموت فقط هو من يتحكم بهم، اذن فلنموت جميعا وأبتسم وأغمض عينه.

فأخذ حمدي تلك القنابل وأخرج من حقيبته مقصا وطلب منهم الهدوء، وقام بتفكيكهم قنبلة تلو الأخرى، وعندما انتهى منهم جميعا قال الآن نحن بأمان.

ثم نظر كرم إلى تيمور وابتسما الأثنان، وترك صادق وكيل النيابة يدا تيمور واتجه نحو حمدي وأمسك يده، وقال له: إذن أنت الفاعل الحقيقي، توتر حمدي قائلا: لماذا تقول هذا؟

ففهم القاضي ما حدث ورد على سؤال حمدي قائلا: لأننا جميعا لا نعلم كيف نفككها، ولن يعلم إلا من صنع قنبلة من قبل، فهو يعلم كيف يصنعها وكيف يفككها، فمن سرق الشركة هو من صنع القنبلة وهو من قتل هالة وهو انت.

ثم قال القاضي بصوتٍ عاليٍ وغاضبٍ: والآن أعترف بجريمتك.

لم يجد حمدي مفرا من الاعتراف،

فقال: أنه عندما سرق المال لم ينتبه أن في ذلك المال ورقة نقدية عليها اهداء من فاروق إلى هالة، عندما أهدى فاروق هالة ذلك الاهداء قبل السرقة بيوم، ظلت هالة تتطلع إليها وتخرجها من حقيبتها كل ساعة، وتنظر إليها من فرحتها وتدخلها حقيبتها وهكذا حتى نسيتها على مكتبها، ورآها المدير فاحتفظ بها في خزنته، وأخبرها في اليوم التالي أنه أخذها ولن يعيدها إليها، وأن عليها التركيز بالعمل، وتمت السرقة تلك الليلة وأخذت الورقة النقدية مع الأموال دون أن ألاحظها، وعند دفعي لحساب المطعم وضعت المال داخل الفاتورة وأعطيتها إلى النادلة، فسقطت من النادلة ووقعت الأموال على الأرض، فساعدت هالة النادلة في جمع الأموال ولاحظت تلك الورقة النقدية، فعلمت أنى أنا من سرق الخزنة، ولكن لم أكن أعلم شيء من هذا، فعندما تمتمت بتلك الكلمات شككت بالأمر، وفى الصباح ذهبت إليها وأنا مرتديا الزى الذى استعرته من قريبي قبل ذهابي لها، فأنا كنت أعلم بأمر الكاميرات التي أمام عمارتها، وعندما وصلت إلى شقتها خلعت ذلك الزى قبل أن أدق الباب، وسألتها تمهيدا بماذا كانت تقصد بذلك الكلام فحتى أخر لحظة لم أكن أريد قتلها، وعندما تأكدت أنها علمت أنى السارق حكت لي أمر تلك الورقة النقدية، ونصحتني بتسليم نفسى، فأكملت خطتي وأنا لم أكن أريد قتلها حقا، ولكنى أعلم أنها لن تصمت على أمر سرقتي، فلم يكن لدى خيارا أخر وألصقت التهمه بفاروق، وكنت قد هيئت للأمر من قبل فوضعت له المنوم، وجعلت رمزي يخرج من الشقة كي لا يكون دليل براءة فاروق، وتفاجأت قليلا من مكالمة رمزي، ولكنى استفدت من ذلك لتأكيد براءتي.

-فسأله القاضي: وكيف تمت سرقة الشركة؟

متابعة: رسالة من مجهول - الفصل السادس والأخير

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author