ذهبت منال إلى أختها ماجدة لتترك معها ابنتها فريدة حتى تعود من رحلتها، كانت منال تبلغ من العمر الخامسة والثلاثون، وهي امرأة قوية ذات الشعر الأشقر وفارهة الطول وعيناها واسعتين وذات قوام متناسق، كانت ترتدي فستان وردي جذاب، كان زوجها عماد رجل الأعمال الناجح الذي يبلغ من العمر الأربعون عاما، عماد رجل قوي البنية وملامحه حادة وذو شخصية قوية واختار زوجته بعناية وأكثر ما جذبه نحوها أنها منظمة وتحب التخطيط والترتيب لكل شيء، فهي ليست هوائية وتعلم جيدا ما تريد الحصول عليه وما الوقت المناسب وكيف تدير جميع أمورها دون الحاجة للمساعدة، هي حقا امرأة يُعتمد عليها وهذا سيساعده كثيرا في نجاحه في عمله.
كانت منال متفقة مع عماد على انجاب طفلا واحدا وأن يكرسوا اهتمامهم به وبمستقبله وتوفير كل شيء يحتاجه وسيحتاجه في المستقبل، كل شيء مخطط ومرتب بالنسبة لهم، وكانت ابنتهم فريدة هي ثمرتهم التي يسخرون لها كل شيء، فريدة كانت تشبه أمها كثيرا فكانت فائقة الجمال وشديدة الذكاء وكل من يراها يحبها ويرى أنها الأكثر حظا على الاطلاق، كان عمرها عشرة أعوام ولكن حينما تتحدث معها تشعر أنها أكبر من ذلك وتستطيع التحدث في كل شيء وكأنها طالبة جامعية مثقفة.
ذهبت منال مع زوجها عماد للاحتفال بمرور خمسة عشر عاما على زواجهما وخصوصا أن عماد قد رست عليه مناقصة كبيرة، وفي طريقهم إلى احد الفنادق في مدينة سياحية كبيرة قد اصطدم عماد بحافلة سريعة حتى انقلبت سيارتهم وكأنه اصطدام مُدبر، وهرب صاحب الحافلة سريعا.
قام شريف أحد سائقين سيارة على الطريق بالاتصال بالإسعاف، كان شريف شاب مهذب وعلى خلق يرتدي ملابس كلاسيكية تُعبر عن شخصيته البسيطة، عمره أربعة وعشرون عاما يعمل مُدرس لغة عربية، كان شريف ذاهب إلى طلابه لإلقاء درس تعليمي، بعد أن تم نقلهم للمشفى قامت الشرطة بالتحقيق مع شريف ليخبرهم بالمعلومات التي تخص الحادث، أخبرهم شريف بكل ما لديه وتم التحفظ عليه ليتأكدوا أنه لا علاقة له بالحادث ومن المعلومات التي أخبر بها الشرطة ومن ثم إخلاء سبيله.
قامت المشفى بإخبار أهل المصابين بالحادث، جاءت ماجدة مع جارتها ولاء لتطمئن على أختها منال وزوجها عماد، لم تستطع ماجدة رؤية أختها ولا زوجها لأن حالتهم حرجة، وبعد مرور ساعات من انتظار الأطباء للاطمئنان على حالتهم خرج الطبيب وأخبارها بأنهم بحاجة لنقل دم من شخصين سريعا ويجب ان يكون فصيلة دم O- ، أخبرتهم ماجدة أنها ستتبرع ولكن هم بحاجة لشخص أخر، لم تتردد ولاء في التطوع بذلك ولكن هي لا تعلم فصيلة دمها، أجرت تحليل لمعرفة فصيلة دمها ولكن لم تكن الفصيلة المطلوبة، قرر الطبيب اختيار شخص لتتبرع له ماجدة فاختارت أختها، وبعد التبرع أخبرها الطبيب أنهم ينتظرون تحسن حالتها في الايام القادمة أما بالنسبة لزوجها يحتضر ولم يستطيعوا انقاذه.
بقلم: آية نبيل
You must be logged in to post a comment.