- فريال هي من ربطت تلك العقدة أمامي، ولا أظن أنها تُفك بسهولة، ربما محقاً ولكن قد يكون مخطأ، جميع الإحتمالات واردة ولكن لا يوجد دليل يوصله للفاعل إن كانت جريمة.
- أريد أن أنام ولا أفكر فقد أُجن، فسأخذ حبوب منومة من آسر.
- هذا أفضل وسآخذ أنا أيضا، ولكن علينا قبل أن نصعد نطمئن على حنان، من المؤكد كانت صدمة شديدة لها.
- نعم، وربما عليها أن ترى من يحبها حقاً.
- ماذا تقصدين يا ساندي؟
- لا شيء، هيا بنا.
كانت غرفة حنان مُضاءة، فقالت ساندي: يبدو أنها مستيقظة؛ وقبل أن يدقا عليها الباب سمعا صوتها وهى تتحدث مع عمرو وسمعوا حديثهما.
أن حنان ذهبت لفريال تطلب منها عدم رحيل أمجد عن العمل، فأخبرتها فريال أنه يجب عليها ترك أمجد لأنه لعوب، وأن أمجد أبدى إعجابه بفريال وأخبرها أنه مرتبط بحنان كنوع من الشفقة وينتظر ذلك اليوم الذى يتركها فيه، ولكن فريال أهانته على ذلك وهددته أن تفصله من العمل بالمسرحية، كما أنهم غير مناسبان.
ثم صعد أمجد السلم ولحقت به ساندي وقال: يا لتلك المرأة الكاذبة، فقد كذبت بشأن كل ما أخبرت به حنان، لذلك تركتني، ولكن هل حنان بذلك الغباء حقاً لتصدق ما سمعته؟ من الجيد أني سآخذ منوماً.
قام أمجد بدق باب غرفة آسر مرراً إلى أن فتح آسر الباب وقال:
- لمَ كل هذا الإزعاج؟ هل حدث شيء؟
- رد أمجد: لمَ كل هذا الانزعاج؟ نحن فقط بحاجة إلى حبوب منومة.
- هكذا الأمر إذن، تفضلوا العلبة بأكملها، فأنا أملك أخرى بالحقيبة، ولا تُزعجاني مرة أخرى.
- ونظر أمجد وآسر وساندي إلى باب غرفة هاشم وكان مُظلم، فقالوا: يبدو أنه غَرِق في النوم.
وفى صباح اليوم التالي دقت ساندي باب غرفة حنان لتطمئن عليها،
- فردت حنان: أنا بخير لا تقلقي.
- سألتها ساندي: ماذا تحدثت مع عمرو ليلة أمس؟
- قالت حنان: حاول الاعتذار لي ولكن لن أسامحه، هيا الآن يا ساندي، علينا تحضير الفطور وتحضير الخبز.
وذهبا إلى المطبخ وقاما بتجهيز الطعام ووضعوه في غرفة الطعام، وذهبتا لإيقاظ الجميع، صعدت ساندي للطابق الثاني، وذهبت حنان إلى عمرو ودقت باب الغرفة وكان مستيقظ بالفعل وأخبرته الفطور جاهز، وصعدت مسرعة بالسلم وقد أيقظت ساندي أمجد ثم توجهت لغرفة آسر وظلت تطرق الباب حتى استيقظ، وحنان ظلّت تدق غرفة هاشم ولم يفتح، فقالت ساندي: كيف لم يستيقظ؟ فيبدو أنه نام مبكراً، ففتح أمجد الباب وقال بصوتٍ عالٍ: هاشم، هاشم؛ ودخل الغرفة، واجتمع الجميع حولها، وجدوا هاشم مُلقاً على الأرض وعلبة الحبوب المنومة فارغة وقد فارق الحياة، وقال آسر: هذه عُلبتي التي بحثت عنها ولم أجدها عند منتصف الليل، وظننت أنى أضعتها!
أخرج عمرو الجميع من الغرفة وطلب منهم الانتظار بغرفة الجلوس، وفحص الجثة وحدد وقت الوفاة تقريبياً، ووجد الحاسوب المحمول موضوعاً على المنضدة وشاشته مرفوعة، فقام بتشغيله ولم يكن هناك كلمة سر وظهرت رسالة مكتوب بها "نادماً على فعلتي وقررت أن أعاقب نفسي على ما فعلت".
وقال عمرو في نفسه من الجيد أني تعلمت البحث الجنائي، ورفع البصمات عن الحاسوب ووجد ما شك به، وجد هاتف هاشم وقال: يبدو أنه يحتاج أن يُشحن، فلم يرى الشاحن فتفقد الحقيبة وأخرج الشاحن وقام بشحنه، وقام بإفراغ حقيبته ولم يجد أي شيء غريب، فقط ملابس وأدوات للنظافة وكاميرا، نعم، فهو مولع بالتصوير؛ ثم عاد النظر إلى الهاتف وقام بفتحه وقال: يبدو أنى سأواجه مشكلة كلمة السر لفتح الهاتف، ولكن لفت انتباهه أنه مشحون فقال: كيف تم شحنه بهذا الوقت القصير؟ كما أنه لاحظ أن الهاتف بلا شريحة اتصال...كيف هذا؟ إنه من النوع الذي يحمل شريحتين، فأين تلك الشريحة؟!..، ربما أخذها القاتل ولكن لماذا؟ ما فائدة تلك الشريحة..، علي أن أُغلِق الهاتف وأُعيده إلى مكانه لكي لا يُلاحظ القاتل أن أمره قد كُشِف، كما أن هاشم كان يعلم بحقيقة أني الأخ الأكبر لفريال، ربما حاول نُصح القاتل بتسليم نفسه؛ وعلي أن أكتشف أمر تلك الشريحة فهي الآن مع القاتل، ثم أغلق باب الغرفة وعاد إليهم.
قبل أي شيء فهي جريمة قتل مُدبرَّة...
أولاً لا توجد بصمات على الحاسوب، فإذا كان هو من كتب الرسالة فستكون بصماته موجودة على الحاسوب لأنه لن يمسح لوحة المفاتيح بعد كتابة الرسالة كي لا تتبعثر حروف زائدة تغير الرسالة إذن من الطبيعي أن تتواجد بصماته ولكن لم تكن بصماته موجودة، وبما أن هاشم عنده وسواس النظافة كما أظن من تحرياتي، فبالتأكيد ينظف أشياءه الخاصة باستمرار، فلذلك لا توجد بصمات له قبل كتابة الرسالة، إذن هو ليس من كتب تلك الرسالة ويوجد شخص أخر هو من كتب تلك الرسالة وهو القاتل كما أنه لا توجد بصمات الذى كتب تلك الرسالة لأنه محتمل كان يرتدى قفازات.
ثانياً هناك علبة حبوب منومة عليها بصمات هاشم فقط، ولكن بما أنها ملكاً لآسر فمن الطبيعي أن يكون عليها بصمات آسر أيضا وهذا لأن الفاعل قام بمسح بصماته من عليها وبصمات آسر أيضا ولم ينتبه لتلك النقطة.
دخل الفاعل إلى غرفة هاشم وأعطاه مشروباً به جرعة زائدة من المنوم الذي أخذه من غرفة آسر.
على حسب تقدير وقت ارتكاب الجريمة عند منتصف الليل وقبل بساعه وبعده بساعه تقريبا، أين كنتم في ذلك الوقت؟
قص الجميع ما حدث، وسجل عمرو أقوالهم وطلب منهم الجلوس معا بغرفة الجلوس، وعاد مرة أخرى إلى غرفة هاشم وفتح الباب وظل يفكر، إذا هاشم كان يعلم من القاتل، فخشى القاتل من أن يعترف فقام بقتله، وقاطع تفكيره دخول أمجد الغرفة قائلا:
- أود ان أتحدث معك قليلا
- قال عمرو: ألم أطلب منكم المكوث جميعا في غرفة الجلوس ولا يترك أحد الغرفة؟
- قال أمجد: أخبرتهم أنى ذاهب للحمام لا تقلق، لأن هناك شيئاً هاماً أنت لا تعلمه وسأخبرك به.
ربما لا تعلم أن هاشم عَلِم أنك أخٌ لفريال قبل تلك الرحلة، فقد شعر أنه رآك وظل يفكر وظنناه يتوهم.
ولكن في اليوم التالي اتصل بي قائلا: لقد تذكرت أين رأيته، فهناك صورة له مع أخته فريال، وعندما رأيتها سألتها مَن هذا؟ قالت لا تغار، إنه أخي، وتعجبت لأني لم اسمع أن لها أخٌ من قبل فقالت: هذا لأنهم ليسوا أشقاء؛ ولكن بالحقيقة وقتها شككت أنها تكذب وتقوم بخيانتي، فاحتفظت بتلك الصورة لأتحقق منها ولكن لم أفعل، فحدثت تلك الحادثة قبل تحقيقي بالموضوع ونسيت أمر الصورة وذلك الشخص، وعندما عُدت من الحفل بحثت في ألبوم لي ووقعت تلك الصورة منه، لذلك أطلب منك التأكد من ذلك لأني مخرج مشهور الآن وسؤالي قد يثير الريبة.
طلب منى هذا لأننا كنا أصدقاء مقربين ويثق بي كثيراً، وبالفعل بحثت في الأمر وعلمت أنك أخوها غير الشقيق، وتحدثنا بهذا هل هي مصادفة حقاً أم هناك شيء تخفيه، ولكن قررنا الذهاب فربما تشُك بنا إن رفضنا المجيء، وتوقعنا حدوث شيئا ما لأننا ربطنا إخفاء صلتك بفريال وحادث وفاتها وتلك الرحلة المكلفة، فليس أي شخص ثري يرتبط بفتاة مصادفة يفعل كل هذا من أجلها؛ فهي فتاة حمقاء ولا تنتبه للأشياء ولأنك لئيم استغليت براءتها ولكني أقسم لك أني لن أسمح لك بأذيتها.
You must be logged in to post a comment.