ووقعت تلك الكلمات كالصاعقة على لقاء ولبنى، كما صعقهم ايضا انه كان يرتدى دبلة بيده، وقال جاسم:
- نحن اسرة واحده وعلينا العمل بجد، ولكن هناك بعض التنقلات بين الموظفين سيتم نقل لقاء إلى المطبخ.
قالت لقاء إلى جاسم:
- ولكنى لست جيدة بالطبخ.
- لا ستعملين بغسيل الاطباق، هل لديك اعتراض؟
تذكرت لقاء ايجار الشقة واقساط الجمعية ثم قالت:
- لا.
دخلت لقاء المطبخ وبدأت بغسل الاطباق ثم دخل جاسم إلى المطبخ وامسك بأول طبق وقال:
- ليس نظيف وهذا ايضا وهذا، ما هذا يا لقاء؟ عليك بغسيل هذه الاطباق جيد.
- انها نظيفة وبشدة ما الغير نظيف؟
- انا قلت ان عليك تنظيفها مجددا.
اعادت لقاء تنظيف الاطباق، واثناء نقل الاطباق وقعت منها جميع الاطباق وكُسرت، ونظرت بخوف باتجاه جاسم، ثم قال جاسم بهدوء:
- هل هذه الوظيفة متعبه؟
- نعم.
- حسنا سأغيرها لكِ، عليكِ تقطيع البصل.
- انا اعتذر عن كسر الاطباق.
- لا، لا لقد غيرت لكِ الوظيفة قرار نهائي، تفضلي هذا السكين وهذا هو البصل.
بدأت لقاء في التقطيع والتقطيع وهو يشاهد دموعها بسبب التقطيع، وبعد ان انتهت من تقطيع البصل جلست لترتاح وتأكل غدائها، ذهب جاسم وقال لها:
- ما الامر؟
- ارتاح قليلا وآكل طبق المكرونة.
- هل هذا من المطعم؟
- لا لقد طبخته بيدي واحضرته من منزلي.
- اريد ان أتذوق لأتأكد.
- تفضل.
- مذاقه جيد وجاء بوقته انا جائع جدا، وأنتِ عودي إلى عملك لما هذا الدلع؟
- لقد انتهيت من تقطيع البصل.
- لا، عليك تقشير البطاطس.
- ماذا؟ ماذا؟
- هيا ليس هناك وقت، الطلبات بانتظار.
وبدأت لقاء بتقشير البطاطس ثم قالت له:
- أليس لديك مكتب تجلس به؟ ام نقلت مكتبك بالمطبخ؟
- ان هذا من مهامي ان اتابع الموظفين، هيا اكملي.
وبقيت على هذه الحالة مدة اسبوع وكانت لقاء تجهز طبقين من غدائها احدهما لها والاخر لجاسم، وبدأ جاسم يتعاطف معها ولكن كلما تذكر حبيبها السابق يزداد غضب ثم ينظر إليها ويتعاطف حتى حاولت لقاء استعطافه
- جاسم.. اقصد سيد جاسم لقد وضعت اللحم بالمكرونة، ما رأيك به؟ اظنه اعجبك لأنك اكلت طبقك وطبقي ولكن لا يهم اريد فقط العودة لوظيفتي وهى تقديم الطلبات.
- حسنا لكِ ذلك.
- أبهذه السهولة؟! شكرا لك؛ وتركت المطبخ واسرعت إلى الزبائن اما جاسم ذهب إلى مكتب المدير حسام.
وبعد مرور ساعة دخلت لقاء إلى المكتب وهى تصرخ وتقول:
- هناك قتيل بالمطعم.
قال جاسم:
- على جميع الحضور البقاء بأماكنهم، لقاء اغلقي باب المطعم، حسام اتصل بالشرطة.
جاء المحقق ونظر إلى الضحية، واخرج المحقق من جيب الضحية علبة دواء فارغه وبطاقته وقال:
- يدعى صلاح وهو شابا في السابعة والعشرين من عمره، يسكن بمنطقة بعيده عن هنا قليلا؛ هل احدا منكم يعرفه؟
قالت لقاء إلى المحقق:
- انه مهندس برمجه يعمل بشركة البرامج ومقرها بالعمارة المقابلة للمطعم الطابق الثاني، انه معتاد على المجيء هنا منذ افتتاحنا للمطعم كل يوم عند الساعة الثانية مساءا يتناول الغداء ثم يعود إلى الشركة.
- ومَن وجد الضحية؟
- انه انا، لقد وجدته نائما فحاولت ايقاظه اثناء اخذى للأطباق، ولكنه سقط من الكرسي على الارض وكان متوقف عن التنفس.
- يبدو من شكل الضحية انه توفى بسبب سمّ وضِع له في الطعام.
- هل جاء احدا معه لتناول الطعام؟
- لا لقد جاء بمفرده.
- هل احدا من الطهاة يعرف الطعام لمَن؟
- لا انا اسجل الطلب واحضره واقدمه.
قال المحقق:
- اقبضوا علي تلك النادلة.
صُدم جاسم وقال:
- ماذا؟ ولمَ؟
قال المحقق:
- لأنها الوحيدة التي اقتربت من الطعام.
صرخت لقاء والدموع بعينيها وقالت:
- انا بريئة لم افعل شيئا.
قال جاسم إلى المحقق :اين الدليل؟
قال المحقق:
- السمّ موضوع بالطعام ولا احد من الطهاة يعلم ان الطعام له، وهي من قدمت الطعام اذن هي القادرة على وضع السمّ؛ وبعد التفتيش لم يكن هناك أي اثر للسمّ بالطعام في المطبخ.
نظرت لقاء إلى جاسم وهي منهارة في البكاء وتقول:
- جاسم انا بريئة جاسم، جاسم.
وتم نقلها إلى مقر الشرطة للتحقيق ومازال البحث قائم عن العلاقة التي تربط بين لقاء والضحية لتدفعها لقتله.
تحدثت لبنى إلى جاسم وهي في حالة ذهول وقالت:
- لقاء بريئة.
- هل صلاح هذا هو حبيبها السابق؟
- أي حبيب؟! لقاء لم يكن لديها أي حبيب.
- ألم تخبريني انها لم تأتى إلى الرحلة بسبب ميعادها مع حبيبها السابق؟
- كذبة، لقد كانت كذبة لتتحقق هل انت كاذب أم الحارس.
- كذبة!!!
- اقسم لك، لقد قالت اذا غضبت اذن ستكون الصادق واذا لم يهمك الامر سيكون الحارس صادق وكانت تنتظر سؤالك عن هذا الامر لتخبرك بالحقيقة، ولكن كلام الحارس صحيح بسبب تلك الدبلة.
- علينا الان اثبات براءة لقاء والبحث عن القاتل وتسليمه إلى الشرطة.
- هناك محامى صديق إياد سنذهب إليه الان.
في مكتب المحامي ثروت وصل جاسم ولبنى إلى مكتب المحامي ومعهم إياد وبدأ جاسم بالحديث وحكى ما حدث بالمطعم ثم بدأ ثروت بالأسئلة:
- لبنى هل تعرفين عنه أي معلومة؟
- نعم، انه مهندس مبرمج وكان يأتي يوميا مع زميلا له يُدعى كمال، ثم نشأ خلاف بينهم داخل المطعم واذكر انه بخصوص ان كمال سرق برنامج هام كان زميله صلاح يعمل على انهاءه ثم انتهى الشجار فجأة وطلب كمال فنجانين من القهوة، وبعد ذلك اليوم بقي صلاح يأتي بمفرده كما انه بدأ يطلب الطعام الاكثر تكلفة اقصد الاطباق الرئيسية، وكانت له عادة غريبة انه يتناول دواء يذوبه بالحساء ولكن العلبة كانت فارغه وقت اكتشاف الجثة.
فكر ثروت قليلا ثم قال:
- اذن صلاح هو من وضع ذلك السمّ إلى نفسه دون ان يدرى، يبدو ان كمال استبدل دوائه ووضع حابه سامة وسط علبه الحبوب وانتظر اليوم الذى يتناول فيه السم وعلى الارجح توقف عن المجيء للمطعم لكى يكون بعيدا وقت الجريمة، ودليل براءة لقاء في اثبات ذلك.
لبنى وجاسم في نفس واحد إلى المحامي ثروت:
- وكيف سنثبت ذلك؟
- ان كمال الان علم بالأمر ويظن انه بمأمن وبالأخص بعد إلقاء القبض على لقاء ولا يوجد هناك أي دليلا ضده، واذا اثبتنا ان صلاح يضع حبة بحساء الطعام والعلبة كانت فارغه اذن صلاح الذى قد وضعها بالحساء بنفسه وسنشكك بمحتوى علبة الدواء ونحاول اثبات ان احدهم وضع حبه سامه بداخل الدواء وهذا من حسن حظ لقاء ان العلبة كانت فارغه.
قال جاسم:
- اظن ان لدى خطة للإيقاع بالمجرم.
You must be logged in to post a comment.