-فقال خليل: لا يشترط ان تأخذ لون عينيي انا وامها، ولكنها تفضل العدسات اللاصقة الخضراء.
- فقالت وعد: لقد آتيت مسرعة ونسيت ان البس تلك العدسات
فطلب منهم الذهاب الى غرفته، فصعد الجميع ووجدوا المكتبة بمكانها وليس هناك أي اصوات، فقال له امين: ربما كنت تحلم يا سيدى؛ ثم سمح لهم عماد ان يعودوا الى النوم ويتركوا الغرفة.
وفى صباح اليوم التالي لم يتناول الفطور واخبر شهيرة انه سيفطر بالمكتب اليوم ،واثناء خروجه وجد وعد عند الحديقة تحمل قطتها ويد القطة مضمضة.
- فسألها: ماذا حدث لقطتك؟
- فقالت: انى لم اجدها بالأمس ووجدتها في الصباح، وكانت يدها مجروحة وتنزف دما.
- فقال عماد: لا تنامى قبل ان تجديها بعد ذلك، ولا تتركيها تتجول في القصر.
ثم همَّ خارجا الى عمله بسيارته الجديدة التي دفع اول قسطا لها، واثناء خروجه على اول الطريق ظل يفكر بجرح القطة وتلك الرسمة التي بالدم وصوت القطة، وفجاءة اصطدم بشخصٍ مارٍ بالطريق، فنزل عماد مسرعا من سيارته ليعتذر لذلك الشخص، فقال له ذلك الشخص: لا بأس انا بخير ولكن يبدو انك شارد الذهن ثم قام بتعريف نفسه، السيد متولى طبيبا نفسيا واعطاه بطاقة بها جميع ارقامه، واذا احتجت أي شيء فانا موجود وعليك التركيز اثناء قيادتك للسيارة.
وكان متولى في اواخر الاربعينات، متوسط القامة، عيونه بنيه، وشعرة رماديا، وبشرته بيضاء، له شارب وذقن ويرتدى نضارة للنظر، فاخبره عماد انه ممنون لعدم تقديمه شكوى وانه ربما يتصل به قريبا.
وبعد يوما طويلا من العمل عاد عماد الى قصره ،فقامت شهيرة بتقديم العشاء لحما مشويا وبطاطس محمره وطبقا من الارز وطبقا من السلطة وبعد ذلك كوبا من الشاي الساخن ،وبعد ذلك ذهب الى غرفته واغلق الباب بالمفتاح، وكانت هذه ليلته الثانية بالغرفة ،وقال في نفسه يجب الا استسلم الى تلك الاوهام ولن يحدث شيئا اخر وذهب في النوم.
استيقظ في منتصف الليل على صوت دق الطبول ،وعندما استيقظ وجد مرآه دائرية معلقة على ذلك المسمار وكانت مقابلة الى السرير وعليها رسمة نجمة باللون الاحمر، فنهض من السرير وفجأه توقف مذعورا عندما لم يرى نفسه بالمرآه وقال: هل انا احلم ام انى مت، واسفل تلك المرآه رسمة دائرة على الارض حمراء اللون، وبداخل تلك الدائرة القطة السوداء ولا يدرى هل نائمه ام ميته، وظل يقترب ولم يرى نفسه وعندما ادخل قدمه تلك الدائرة وامسك بالقطة اغمى عليه ووقع ارضا.
وفى الصباح وجد نفسه نائما على الارض، وقال: ماذا حدث كيف جئت الى هنا؟ نعم المرآه واين المرآه؟ واين القطة؟ انا لم اعد افهم شيئا، ولكن يجب ألا اخبر احدا من الخدم واتصرف وكأن شيئا لم يحدث، ويبدو ان هناك شيئا خطيرا بالمنزل ويجب علي انا اكتشفه.
وتناول الفطور وكانت شهيرة قد اعدت البيض المسلوق وقطع من الجبن وخيار وطماطم مقطعه، ثم قامت وعد بتقديم فنجانا من القهوة .
- وقالت له: ارجو ان تكون ليلتك الماضية بدون مشاكل
- نعم كانت ليلة هادئة
- إن قطتي اضعتها بالأمس مره اخرى، ولكنى وجدتها ذلك الصباح وفى الليلة الماضية، بحثت عنها في كل مكان فظننت انها عندك
- لا لم اراها، لم تدخل بالتأكيد والباب مغلق بالمفتاح.
وقرر ان يخفى ما يحدث بتلك الغرفة وان يتمالك نفسه ،ثم ذهب الى عمله وكان شارد الذهن ،فسأله زميله ماهر قائلا: ما الامر؟
فقرر عماد التحدث معه عن ما حدث، وكان يقول عماد في نفسه ربما يظنني مجنونا الان ،ولكن فاجأه رد زميله،
- فقال ماهر: ربما تأخذ حبوبا للهلوسة عن طريق الاكل او الشرب، انصحك الا تأكل شيئا مما يعدون
- ففكر وقال لزميله: معك حق هذا يفسر كل شيء.
وعندما عاد الى القصر لم يتناول العشاء قائلا الى شهيرة لقد تناولت العشاء بالخارج، وصعد الى غرفته واخذ حبوبا منومه وقال في نفسه لن اجعلهم ينتصرون واغلق باب غرفته بالمفتاح ،وكانت تلك ليلته الثالثة بالغرفة، وذهب في نوما عميق.
وعند استيقاظه في الصباح قال جيد لقد نمت بهدوء ،وعند نهوضه من السرير وجد جميع الكتب التي بالمكتبة واقعه على الارض، فاقترب من الكتب وكانت كتبا للسحر والاعمال وموضعا عليها بالخارج غلاف فوق غلافها بعناوين للطبخ ،بدأ القلق يسرى الى داخله ثم تمالك نفسه واتجه نحو الباب وكان مغلقا والمفتاح بالباب، قال في نفسه فكيف ذلك حدث، فنزل يتحدث مع كبير الخدم،
- وقال له: اريد تفسيرا عن الذى وجدته بغرفتي.
- فقال امين: وما الذى وجدته؟
- فقال: هيا اصعد معي لأُريك
فعندما صعدا كانت المكتبة مرتبه فقال امين: اخبرني ماذا تريد؟
فتوجه عماد الى المكتبة واخرج كتابا فوجده عن الطبخ ثم اخرج كتابا اخر وكان عن الطبخ ايضا، ففهم عماد انهم يريدوا ان يجعلوه مجنونا، فقال الى امين: لا شيء عد الى عملك.
ثم نزل لتناول الفطور الذى اعددته شهيرة وكان خبز محمص ومربى وزبدة وفنجانا من القهوة ،وبعد انتهاء فطوره ذهب الى عمله.
وفى اثناء اليوم ظل يفكر بما يحدث وحكى الى ماهر ما حدث في تلك الليلة ،قال له ماهر: تلك المرة ربما تتوهم او هذه اعراض تغير مكان سكنك عليك بالذهاب الى طبيبا نفسي ،واثناء الحديث تذكر ذاك الطبيب النفسي الذى كاد ان يصدمه، فاخرج محفظته وظل يبحث عند بطاقة ارقامه ،وبعد انتهاء العمل اتصل به.
You must be logged in to post a comment.