رواية جريمة في القصر الغامض

في صباح يوم الاثنين قرأ عماد بالجريدة اعلانا عن بيع منزل كبير مقابل مبلغ زهيد، كان عماد شابا في الخامسة والعشرين من عمره، طويل القامة، بشرته خمرية، عيونه زرقاء، وشعره بُني، يعمل محاسب في احدى شركات الشحن البحري ،حصل مؤخرا على مبلغ لا بأس به من المال مقابل بيعه للأرض التي ورثها، وفكر بشراء منزل جديد وسيارة ايضا ،وعلى الفور اتصل بالرقم المكتوب بالإعلان واتفق مع صاحب المنزل على المجيء لرؤية المنزل اليوم.

 

وعندما وصل في الميعاد تفاجأ عندما وجده ليس منزلا عاديا بل كان قصرا، قام حارس القصر باستقباله واوصله الى الداخل ،استقبله مالك القصر ويدعى انيس وتحدث معه في غرفة المكتب بالقصر ،دخل كبير الخدم الى غرفة المكتب وقدم عصيرا من التفاح ورحل، ثم بدا انيس بالحديث: اود ان اخبرك يا سيد عماد ان ذلك القصر كان مالكه الأصلي الذى بناه منذ عشرون عاما يدعى شوكت، كان رجلا ثريا ولكن اختفت ثروته بعد بناءه ذلك القصر، وكان له ابنان احدهما مات ويدعى نور والاخر اختفى ويدعى كامل، وقبل عشر سنوات قبل وفاة شوكت قرر بيع القصر ببعض الشروط التي تتوارث وهم ثلاث شروط ،ان المالك السابق لا يبع القصر الا بقبول المالك الجديد على بقاء الخدم بالمنزل وعدم تغييرهم ،وان المالك الجديد لا يبع ذلك القصر قبل مرور سنه، والا يعبث بأغراض الغرفة الكبيرة والتي كانت غرفة السيد شوكت.

 

فوافق عماد بدون تفكير على شراء ذلك القصر بعد ان راه غرفة، غرفة، واتفقا على موعد اتمام العقود، وبعد الانتهاء همَّ عماد خارجا من ذلك القصر ،فوجد عماد رجلا عجوزا امام بوابة القصر يرتدى ملابس ممزقة ومعه عصا يستند عليها يصرخ ويقول: لا تشترى ذلك القصر انها اللعنة، انها اللعنة، ضحية اخرى، ضحية اخرى، وظل الرجل يمشى مبتعدا ويكرر انها اللعنة، تردد عماد في نفسه مما حدث ولكن قرر ان ينسى ذلك والا يضيع تلك الفرصة وانها خرفات.

 

في اقل من اسبوع تمت اجراءات البيع، وتم التعرف على أولئك الخدم وكانوا اربعة اشخاص ،

كبير الخدم يدعى امين يبلغ من العمر الخمسين، طويل القامه، يحتل شعره الشيب وله شانبا عريضا، عيونه بنية وبشرته خمرية؛

الخادم خليل رجلا في الخامسة والاربعين من العمر، متوسط القامه، عيونه خضراء، وبشرته خمرية، جسمه رياضيا يعمل حارس للقصر؛ 

الخادمة شهيرة زوجة خليل امرأة في الاربعين من عمرها، قصيرة القامه، وبدينه عيونها خضراء، بشرتها بيضاء تعمل في المطبخ؛ 

الاخيرة وعد ابنة خليل وشهيرة شابة في العشرين من عمرها، عيونها بنيه ولكنها تضع عدسات لاصقة خضراء، بشرتها بيضاء، شعرها بنيا كالحرير، شديدة الجمال، تعمل في تنظيف ذلك القصر ومساعدة امها في المطبخ، ومعها قطتها السوداء كيتي ذات العيون الزرقاء.

 

في صباح يوم الجمعة انتقل عماد الى القصر بحقيبة مملؤة بملابسه، وعند البوابة اخذ خليل منه تلك الحقيبة،

-قال كبير الخدم الى عماد: اين غرفتك التي اختارتها لنقوم بترتيبها ونقل الحقيبة اليها؟

-قال عماد: الغرفة الكبيرة!

توتر الجميع وحاول كبير الخدم تغيير رايه بغرفة اخرى ،مشيرا الى ذلك الشرط بعدم العبث بأغراض تلك الغرفة، ولكن اصر عماد على ذلك،

-وقال: هناك شرطا بعدم تغيركم ولكن عليكم ألا تتعدوا الحدود!

ودخل عماد ليتفقد تلك الغرفة بإمعان، وكان بها مكتبه مليئة بالكتب فذهب باتجاهها ونظر الي عناوين تلك الكتب فكانت جميعها عن الطبخ فتعجب عماد وقال في نفسه لمَ يضعها هنا؟ هل هو من هواة الطبخ؟ ثم نظر الى تلك النجفة العالية الجميلة وقال: انها تبدو غير مألوفة وسط اثاث تلك الغرفة التقليدي، ثم وجد مسمارا معلقا بالحائط بجوار باب الغرفة، فقام بسؤال امين عن ذلك المسمار وماذا كان معلق عليه، فقال له امين: يجب الا تعلق عليه شيء وعليك ان تتركه كما هو وألا تعبث بأغراض الغرفة ثم تركه امين؛ فوجد القطة السوداء بالغرفة فنظر اليها باشمئزاز واخرجها من الغرفة واغلق الباب.

 

وكانت تلك اول ليلة لعماد بغرفته الكبيرة، ثم انتقل الى الشرفة مندهشا مما حدث، كيف أن يصبح صاحب ذلك القصر بمبلغ قليل الذى بالكاد يكفى لشراء شقة غرفتان وصالة، ثم شعر بالنعاس واغلق الاضاءة وذهب في نومٍ عميقٍ.

 

استيقظ مفزوعا في منتصف الليل على صوت صراخ امرأة، وظل يبحث عن مصدر ذلك الصوت، فكان الصوت قادم من تلك المكتبة فقرر تحريكها ولم يجد خلفها شيء، ولكن وجد على الارض مكان تلك المكتبة رسمة نجمة وحولها دائرة بلون احمر وكأنه دما، ثم تغير الصوت الى صوت قطة ففزع عماد ونزل الى الاسفل ونادى جميع الخدم ،فجاءوا اليه وعيونهم ناعسه، فحكى لهم ما حدث وسأل من منهم فعل ذلك.

-فقال الجميع: نحن كنا نائمين ولم نسمع شيء.

-فقال كبير الخدم: ان كل من يسكن بتلك الغرفة تحدث له اشياء غريبة ولا نعلم السبب، كما انه كان من الشروط عدم العبث بأغراض تلك الغرفة، لماذا حركت المكتبة؟

-فقال عماد: الان انا المالك ولا اكترث بتلك الشروط، أتظنون انى ساترك المنزل بتلك التصرفات؟ فاعلموا انى اقوى من السابقين، ونظر اليهم بغضب، ولفت انتباهه لون عيون وعد، وقال لها: هل عينيك بنية؟ كنت أظنها خضراء.

الجزء الثاني من هنا

بقلم: أمنية نبيل

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author