رواية خطيبة بالإيجار (الفصل الثالث)

في تمام الساعة الثامنة طرقت هنادي جميع الغرف قائلة: لقد تم اعداد العشاء.

فنزل الجميع على طاولة كبيرة وكان العشاء سمك مشوي واطباق من التونة والروبيان والارز والسلطة الخضراء.

وبعد تناول العشاء قالت جميلة:

- والان عليكم ان تنتظروني بغرفة الموسيقى، وستسمعون مقطوعه من تلحيني اثناء تناولكم عصير البرتقال البارد.

وعزفت جميلة لحن جعل كل شخص يتذكر حزنه، فجميل وحنان تذكروا نهال، وسماح تذكرت وجع بُعد ابنها عنها طيلة السنه الماضية، وخليل تذكر كيف وصل الحال بينه وبين اخيه بحسابات الاموال، ونجلاء وامير تذكروا وحدتهم، حتى خرج رامز عن سيطرته قائلا: جميلة توقفي.

وخرج من الغرفة وخرجت خلفه نجلاء وطلبت قبل ذلك من امير ان يعود إلى غرفته فهو مازال متعب..

 

في غرفة رامز طرقت نجلاء باب الغرفة لتتحدث معه قليلا:

- نجلاء: رامز ما الامر؟

- رامز: لقد.. لقد تذكرت حبيبتي.

- نجلاء: أبهذه السهولة تخبرني؟ كنت اظن انى سأبقى ساعة اتحايل عليك.

- رامز: في الحقيقة مخطوبتي كانت نهال اخت جميلة، وتوفت منذ عام، احببنا بعضنا البعض منذ الطفولة. 

- نجلاء: لهذا عزفت جميلة ذلك اللحن الحزين، ولكن لهذا لا تريد الزواج؟

- رامز: نعم، كما ان ابى وعمى قرروا ان اتزوج جميلة، ولكنى اخبرت والدى اني خطبت فتاة ثرية وبعد ذلك اتفقت مع تلك الفتاة التي بسببك تسببت لها بإصابة، بالمناسبة لماذا كنتِ شاردة الذهن؟ 

- نجلاء: عندما كدت ان تصطدمنِ كنت افكر كيف سنعيش انا واخى لأنه تم رفدي من العمل امس صباحا.

- رامز: ولماذا؟!

- نجلاء: انا كنت اعمل بمحل بيع الملابس، وأحد الزبائن قال لي كلام معسول وعندما ادبته اخبر صاحب المحل انى ازعجته فلم يسمعني صاحب المحل وقرر رفدي على الفور.

- رامز: على الاقل ستحصلين على مبلغ بعد اسبوع لتنفقي منه حتى تجدى عمل اخر.

- نجلاء: نعم اشعر انى محظوظة لأني قابلتك وقتها وانا افكر كيف سأتصرف بعد رفدي وحتى الان اكل وشرب مجانا وملابس جديدة، ولكن هيا اخبرني هل ستقبل كلامي ان اخبرتك ان عليك ان تعتذر إلى جميلة؟

- رامز: حسنا سأعتذر، هل هناك شيئا اخر؟

- نجلاء: لا تنسى السينما غدا.

- رامز: لم انسى وهذا من اجل ذلك الشقي. 

 

وفى تلك الاثناء جاءت مكالمة إلى السيد جميل:

- ماذا؟! ليس هناك عائلة ثرية ذلك الاسم في سيدى بشر!

- أمتأكد من بحثك؟

- أتقصد انها محتالة؟

- حسنا، حسنا وداعا...

اذن تلك فتاة محتالة ويجب ان اكشف حقيقتها....

 

عند منتصف الليل في غرفة نجلاء، اثناء نوم نجلاء وامير سمعا صوت وكان هناك من يطرق باب الغرفة، ففتحت نجلاء الباب فوجدت شخصا يرتدى قناع الذئب فصرخت صرخة عالية قبل ان يضربها ذلك الشخص ضربة تفقدها وعيها، فسمع امير صراخ اخته وافاق ووجد اخته ملقاه على الارض، ظل يبكي ويقول: أختي، أختي لا تتركيني أختي..

واستيقظ من بالقصر وتوجهوا إلى غرفة نجلاء، ففاقت نجلاء وقالت: أخي لن اتركك ابدا.

 ونهضت واخبرت الجميع انها رأت كابوس ولم يحدث شيء واطالت نجلاء النظر إلى رامز.

فقال رامز:

- يبدو انه مجرد كابوس، اعتذر عن الازعاج.

فغادر الجميع الغرفة وبقي رامز:

- رامز: ما الامر يا نجلاء؟ هل هو حقا كابوس؟

- نجلاء: لا لقد كذبت لنبقي الامر سرا بيننا، لقد سمعت احدهم يطرق الباب فنهضت وفتحت الباب ثم رأيت احد يرتدى قناع الذئب فصرخت ثم ضربني وفقدت وعي.

فقال امير:

- أختي، اذن هناك من اراد ان يؤذيكِ.

فقال رامز إلى نجلاء:

- رامز: شكرا لكِ لأنك اخفيت الامر، واعدكِ انى سأجده.

- نجلاء: انا اثق بك يا رامز، ربما جميلة او جميل او حنان فهؤلاء الذين قد يكرهوني. 

- رامز: لا اعرف ماذا اقول، ولكن لن يتكرر هذا.

- نجلاء: أثق بك.

- رامز: الان عودوا إلى النوم، وغدا سنبدل الغرف دون ان يلحظ احد.

- نجلاء: فكره رائعة.

 

في صباح اليوم التالي اثناء تناول الفطور، احضرت سماح اللوحة التي رسمتها واخبرت الجميع انها هدية إلى نجلاء بمناسبة الخطبة، وكانت لوحة لفتاة ترتدى فستان الفرح ابيض ورجلا يرتدى بدلة سوداء وبينهم قلب ودبلة، شكرت نجلاء السيدة سماح واحتفظت باللوحة بغرفتها، ثم رحلت مع رامز وامير للذهاب إلى السينما.

دخل احدهم غرفة نجلاء خلسة في غيابها وظل يبحث بين اغراضها وتفاجأ بظهور هنادي امامه:

- سيدى ماذا تفعل هنا؟

- هذا ليس من شأنك، وإياكِ ان تخبري احد بما رأيتِ.

- خادمتك الصامتة يا سيدى.

فأخرج من جيبه عملة ورقية بقيمة مائتان جنيها وتركها ورحل..

 

ذهبت هنادي بعد تنظيف غرفة نجلاء إلى غرفة جميل وحنان، وقالت حنان:

- حنان: هنادي، أليس غريب ان تنكر نجلاء ما حدث؟

- هنادي: نعم غريب يبدو انها حمقاء، وظنت ما فعلته بها حلما.

- حنان: اين أخفيتي قناع الذئب؟

- هنادي: بغرفتي لا تقلقي بالحقيبة فوق الدولاب.

- حنان: جيد عليك احراقه الان هيا بنا. 

بعد لحظات عادت هنادي إلى السيدة حنان وقالت: 

- هنادي: سيدتي ان قناع الذئب اختفى، احدهم اخذه.

- حنان: أمتأكدة؟

- هنادي: نعم سيدتي.

- حنان: عليكِ الحذر، ولكن لا داعى لذلك القلق، بالنهاية لم يعلم احد بما حدث ولن تستطيع نجلاء ان تحكى ما حدث بعد ذلك لأنها ستبدو كاذبة.

- هنادي: نعم أنتِ محقة، ولكن ماذا سنفعل الان مع نجلاء؟

- حنان: سأخبرك بعد العشاء، فلتصعدي إلى غرفتي لنرتب الامر.

- هنادي: حسنا سيدتي. 

 

في السينما...

- رامز: أي فيلم تريد ان تشاهده يا امير؟

- امير: فيلم الدادة دوده.

- نجلاء: ايه الدادة دوده ده يا امير؟

- امير: ده فيه اطفال كتير شكلهم بياكلوا الدود.

- رامز: كفاياااااااا ده فيلم اسمه الدادة دودي، وخلاص نزل على التلفاز ومش بيتعرض في السينما، شوفوا ايه الافلام اللي بتتعرض واختاروا منها.

- امير: لا انا عايز الدادة دوده، انا شوفت ابن جارتنا بيتفرج عليه ومخلنيش اشوفه اما رشيت على عينه ماية بالشطة من المسدس بتاعه.

- رامز: طيب عندي حل هجيب الفيلم مسجل ونتفرج عليه بالمنزل اتفقنا؟ بس تتفرجوا على ايه دلوقت؟

- امير: خلاص نتفرج على أي حاجه أجنبي.

- رامز: أجنبي!!!

- نجلاء: نعم نحن نحب الأجنبي، انا احب توم كرموز.

- امير: وانا احب توم اند جيري.

- رامز: حسنا سندخل فيلم أجنبي ولكنه كرتوني.

- نجلاء: حسنا واريد فشار.

- امير: حسنا واريد مشروبات مثلجة وفشار وشكولاتة و..

- رامز: انا من فعل ذلك لنفسي.

 

وبعد مرور ساعتان انتهى الفيلم وعاد رامز مع نجلاء وامير، وعند وصولهم عند بوابة القصر كان السيد جميل واقف مع عم حامد ويتحدث معه.

- رامز: عمى، ما الامر؟

- جميل: انها مفاجأة لكم، سأخبركم بها بعد العشاء.

- نجلاء: هل هي هدية؟

- امير: لا نهتم بالقيمة المعنوية ولكن المهم المادية.

- رامز: شكرا لك يا عمى مقدما.

 

بعد العشاء قال السيد جميل لجميع الجالسين: هناك مفاجأة بمناسبة خطبة رامز، هناك مفرقعات ستفرقع بالحديقة في الساعة التاسعة مساءا كهدية، والذى سيطلقها عم حامد من اعلى مكان بالقصر.

- رامز: عمى هذا كثير شكرا لك، أي بعد نصف ساعة هذا جيد، هيا بنا يا نجلاء ننتظر بالحديقة وانت يا امير.

- امير: لا سأبقى قليلا فالجو بارد واخشى ان اصاب بالبر.

- نجلاء: اصعد إلى غرفتك اذن يا امير.

فقالت سماح والدة رامز:

- سماح: دعي امير يجلس معي قليلا، ان احاديثه تضحكني. 

- نجلاء: كما تريدين ولكن عليه ألا يسهر.

- سماح: اكيد لا تقلقي. 

 

في الحديقة كان يتمشى رامز مع نجلاء وقالت:

- نجلاء: يا لجمال قصركم وحديقتكم.

- رامز: هل رأيتِ حمام السباحة والنافورة؟

- نجلاء: اين هم؟

- رامز: سترينها الان، سنتمشى قليلا فقط.

- نجلاء: هل اكتشفت من رأس الذئب؟

- رامز: لا لم اكتشفه حتى الان، واليوم سنبدل غرفنا سرا.

- نجلاء: انها المفرقعات لقد بدأت، يبدو انها التاسعة الان. ما هذا؟ انت ثرى وتعلمت كل شيء ولا تعرف كيف تربط الحذاء؟

- رامز: ماذا؟! 

- نجلاء: ربطة حذاءك خاطئة، دعني اربطها بطريقة صحيحة.

وانخفضت نجلاء لربط الحذاء وانخفض رامز ليوقفها، وتم سماع شيء يسقط بحمام السباحة.

- فقالت نجلاء: ما هذا الشيء؟

- فقال رامز: ربما شيئا طار، دعيني أنظر.

وكانت رصاصة!! فقالت نجلاء:

- نجلاء: احدهم يريد قتلى!!

- رامز: المهم انك بخير.

- نجلاء: لولا انحنائي لربط حذائك كان زماني في خبر كان.

- رامز: ربما كنت انا المقصود، فقد انحنيت ايضا لأوقفك، ولكن عليكِ إلزام الصمت عن ما حدث حتى اكتشف الفاعل وألا تتركيني، وإياكِ ان تبقي بمفردك.

- نجلاء: لماذا احدهم يريد قتلى وإخافتي؟ 

- رامز: ألا تسمعيني؟ ربما انا المقصود.

- نجلاء: ولماذا احد افراد عائلتك يريدون قتلك؟

- رامز: ربما.... ربما لم يستطيعوا مسامحتي.

- نجلاء: لا افهم شيء.

- رامز: والدى وعمى اموالهم تداخلت مع بعضها البعض، وكان يطمئنهم ارتباطي انا ونهال وكنت اعمل معهم بالشركة، واكتشفت بالشركة قضية اختلاس كبيرة وتم وصول الامر للشرطة وتم حبس الموظفين المسؤولين، وظننت ان الامر انتهى عند تلك النقطة ولكن ما حدث كان أسوء، كان هناك انتقاما للتخلص منى ربما أولئك المختلسين مازال لهم اعوان بالشركة، ففي احدى الايام طلبت كوبا من الشاي وتركته بالمكتب ثم ذهبت إلى غرفة الاجتماع، واثناء عودتي للمكتب وجدت نهال واقعه على الارض وكوب الشاي مسكوب بجوارها، يبدو انها دخلت مكتبي لتفاجئني وشربت الشاي اثناء انتظارها.

وعند تحقيق الشرطة كان هناك سمّا قاتل بالكوب للانتقام منى ولكن هي التي دفعت الثمن، وكان ذلك من فعل عامل المشروبات الجديد هو الفاعل بالتأكيد، لكن المشكلة انه اختفى بعد ذلك وكان الامر مدبر من البداية، وبعد ذلك تركت شركة والدى وعشت بالإسكندرية، ولان هناك تداخل في اموال والدى وعمى يريدون تزويجي من جميلة وانا لن اتزوج، فان نهال تعيش بداخلي. 

- نجلاء: اسفه لسماعي هذا الكلام، ولكن ربما انهم يريدون التخلص منى لتكمل ذلك الزواج بجميلة او يتخلصوا منك للانتقام لابنتهم.

- رامز: ربما نحن الاثنان في خطر.

- نجلاء: فكر في الامر يبدو الامر مدبر، احدهم اطلق رصاصة وربما ببندقية من بعيد فصوتها كان سيسمع لولا صوت تلك المفرقعات العالية، أليس كذلك؟

- رامز: ولكن يبدو ان الجميع كان يعلم بأمر المفرقعات حتى الحارس فهو من يطلقها الان لذلك سيتم استبعاده، سأحقق بالأمر سرا واكتشف الفاعل ثقي بي.

- نجلاء: انا اثق بك ولكن اذا حدث لي مكروه عليك ان تنفق على أخي حتى ينهي تعليمه.

- رامز: أنتِ من سينفق على اخيك حتى لو اضطررت لأضحى بحياتي.

- نجلاء: أتقول هذا لأنك أحببتني أليس كذلك؟

- رامز: لا اعنى ان اخيكِ لا يحتمل. دعينا ندخل الان القصر وتتوجهين مباشرا لغرفتك ومعكِ امير واغلقي باب الغرفة بالمفتاح.

- حسنا.

رواية خطيبة بالإيجار (الفصل الرابع)

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author