ماذا هناك يا ميرنا؟
- الشبح، الشبح.
- شبح ماذا؟
- رأيت... رأيت شبح يقترب من أمي حتى دخل بها.
- لا أفهم شيء، أمك بجانبك.
- أمي... شبح... دخل بها...
- اهدئي، اهدئي.
- اسمعني أبي، رأيت أمي عيناها واسعتين ولونهم أحمر وليس لديها فم ولديها أسنان تريد أن تلتهمني.
- هذا كابوس يا بنتي.
- لا، لا الآن وجدت أمي شبح.
- هل أمك استيقظت؟
- نعم ووجدتها شبح.
- حسنا اهدئي سأذهب لأحضر الماء ونامي بجانبي.
- أبي اشعل المصباح.
- حسنا.
أثناء ذلك شعرت عالية بشيء يقترب منها وجرح يديها فتوقفت أنفسها خوفا وشعرت بهيئة جسدية تقترب منها حتى فقدت الوعي خوفا.
ذهب عمرو ليحضر الماء وفتح باب غرفة ابنته ليسأل عالية ماذا حدث، وجد عالية غارقة في النوم وعندما حاول أن يوقظها لم تستجيب وكأنها بعالم أخر، علم عمرو أن ميرنا تتوهم أمور كثيرة ليس مجرد كابوس وقرر أن يجد حلا.
في صباح تلك الليلة استيقظت عالية ونظرت إلى يديها وجدتها سليمة وظنت أنه كابوس تأثرا بكلام ميرنا ثم قال عمرو إلى عالية:
- يبدو أمر ميرنا خطير، استيقظت وظلت تردد كلام لم أفهمه.
- سنذهب إلى طبيب سلوك.
- لا أعتقد تحتاج إلى شيخ، فسمعت من صديقي أن ابنت أخته كانت ترى أشباح وذهبت لشيخ فوجدها مسحورة.
- شيخ؟
- أشك أنها كالمسحورة.
- ماذا؟ كيف هذا؟
- لا أعلم ولكن يجب التأكد من كل الاحتمالات.
- وماذا لو لم يكن الأمر كذلك.
- عندها اذهبي طبيب سلوك.
- لا أعرف شيخ لنذهب إليه.
- حسنا اتركيها اليوم وسأسأل صديقي هذا وأخبرك.
- حسنا، سأحاول اللعب معها كالسابق ربما تتحسن.
- هذا جيد.
وصلت سهام لمنزل عالية وأحضرت لها عالية الملف وما توصلت به في الملف، وقامت بإحضار مشروب لها، فاتصلت رباب بعالية لأنها تأخرت على العمل، أجبتها عالية أنها ربما ستترك العمل بسبب ابنتها فقالت رباب:
- لقد أخبرتك أن نذهب لطبيب سلوك والأمر بسيط لا يحتاج أن تتركِ العمل.
- لا أعلم ولكن لن أعود للعمل حتى اطمئن عليها.
- حسنا، سأتصل بسهام الآن.
- هي عندي لتأخذ الملف.
- حقا، اعطيني إيها.
أعطت عالية هاتفها إلى سهام، فقالت رباب:
- أريد أن أساعد عالية بشأن ابنتها ونذهب طبيب سلوك هل تأذني لي أن أتغيب اليوم.
- لا مانع وربما أذهب معكم.
- جيد.
تعجبت عالية من تعاونهم معها وقالت في نفسها: يبدو أنهم صحبة جيدة وكنت أظن أن سهام تريد إفساد حياتي وهي تساعدني الآن، وقلقة بشأن ابنتي.
جاءت رباب ووجدت عالية تخبرها أن عمرو اقترح أن يذهبوا بميرنا إلى شيخ.
قالت سهام:
- أنتِ تمزحين، هل عمرو أخبرك ذلك؟
- نعم، هو يقول ربما مسحورة.
ضحكت سهام وقالت:
- من سيسحر طفلة بريئة؟ أعتقد الأمر غير ذلك.
- لا أعلم ولكن سنجرب.
- هؤلاء دجالين، سيوهمنكم بالكثير من الأشياء الخاطئة، العلم هو الحل.
- صدقيني أنا لا أعلم شيء ولكن كما قلت سنجرب.
- كما تشائين.
نظرت سهام إلى رباب وقالت:
- لم تعلقين على الأمر، هل الأمر يروق لك؟
- لا ليس الأمر كذلك، ولكن لا مشكلة أن تجرب، ولكن هل تعلمين شيخ ثقة؟
- لا ليس بعد، سيسأل عمرو ونذهب غدا.
- حسنا فلنرى.
فقالت عالية لقد انشغلت ونسيت أن أحضر شيء تشربيه، فقالت رباب:
- حسنا سآتي معكِ.
وذهبت أيضا سهام ليتسامروا في المطبخ حتى يخففون عن عالية وقالت سهام: لا تضعون سكر بالشاي للحفاظ على حميتي.
وأثناء شربهم الشاي قالت عالية:
- شكرا لكم، كم ودت من يخفف عني حالتي السيئة.
قالت رباب إلى عالية:
- لا عليكِ، نحن بجانبك دائما، بالمناسبة رأيت مدحت مصادفة وأخبرني أن أعطيك هذا.
- ما هذا؟
- قال لي هذه الشوكولاتة التي تحبينها وتأكلينها عندما يكون مزاجك سيء.
- لا أستطيع أن أخذها، أنتِ تعلمين كم عمرو يكره سيرت مدحت.
- كما شئتِ، ولكن سأتركها لك وافعلي ما شئت حتى ارميها أنا فقط مرسال.
- لا تفعلي هذا مجددا.
- حسنا.
فقالت سهام:
- هيا نعود للعمل.
خرج الاثنان ونظرت عالية إلى قطعة شوكولاتة على الطاولة، واستيقظت ميرنا فذهبت عالية إلى المطبخ، وجدت من يعطيها أحد الأطباق فنظرت خلفها لم تجد شيء، ظنّت أنها أوهام مجددا، وجدت بطنها تؤلمها قليل فقررت أن ترتاح ربما ليست بخير، دخلت غرفتها ووجدت من يقبض على صدرها ويصدر أصوات صرير أقلام وفتحت عينيها وجدت من هيكل يفتح فمها وبعطيها شيء ابتلعته وفقدت الوعي.
عاد عمرو إلى المنزل ووجد ميرنا تلهو بهاتف عالية وعالية غارقة في النوم، فحاول أن يوقظها لم يُفلح فذهب لابنته وعندما رأته قالت:
- أبي أنا جائعة لم أكل منذ الصباح.
- لماذا لم توقظي أمك؟
- كلما دخلت غرفتها وجدت الشبح مجددا فهربت منه وجلست بغرفتي حتى تعود.
- حسنا يبدو أمك مجهدة قليلا، سأطلب طعام جاهز، أما بخصوص الشبح فسنتخلص منه قريبا.
في صباح اليوم التالي استيقظ عمرو على صراخ من عالية من شدة الألم حتى أنها لا تتذكر شيء مما حدث لها من شدة الألم وقالت:
- مغص شديد ببطني أشعر بالألم الشديد، وكأني أحتضر.
- حسنا سأتصل بالطبيب.
- هل ستتغيب من العمل؟
- نعم، علمت مكان شيخ يمدحه الكثير لأعرض ميرنا عليه.
- حسنا لا داعي للطبيب أعطني دواء مسكن وسأتحسن، واذهب إلى هذا الشيخ مع ميرنا.
- حسنا وسأتصل بكِ للاطمئنان عليكِ.
ذهب عمرو مع ميرنا وهو يقول في نفسه: ما كل هذه الدوامة؟ يا ليتك ما عملتِ يا عالية.
You must be logged in to post a comment.