رواية ضحية الأصدقاء (الجزء السادس)

أخبر الشيخ عمرو أن ميرنا طبيعية تماما وليست مسحورة أو أي شيء من هذا اطمئن عمرو لكن لم تذهب حيرته، ما سبب تغير ابنته إذن؟

اتصلت سهام بعمرو وقالت له:

- ما أخبار ميرنا؟ هل ذهبت بها إلى شيخ؟

- هل أخبرتك عالية؟

- نعم.

- الحمد ميرنا بخير ولكن ما زلت لا أعلم ماذا بها؟

- جيد، ظننت أنه دجال وسيخبرك بأن هناك سحر او ما شابه، جيد أنه شيخ بحق ليس دجال.

- هو كذلك، فمدحه الكثير أنه شيخ تقي.

- جيد، إذن هي فقط مسالة وقت لتعاد عمل والدتها.

- أعتقد من الأفضل أن تترك عالية العمل.

- كما تشاء، ولكن وجهة نظري أنها يجب أن تتعود على بعد أمها لفترة من الوقت، فقريبا ستذهب إلى المدرسة ولكن كما ترى.

- شكرا لتفهمك الأمر.

- لا مشكلة.

عاد عمرو ووجد عالية قد وقعت من على الأرض وغارقة بالدماء، لم يتحمل الصدمة واتصل بالإسعاف، وعندما جاءت الاسعاف وجد عالية كالنائمة ولا يوجد أي أثر للدماء فاقترب منها وحاول ايقظها ولكن لم تجبه، دخل الطبيب ووجدها في حالة هبوط وقاموا بإسعافها بالمنزل ثم ذهبوا، تعجب عمرو وتساءل ماذا يجري لها؟ هل تأثرت بكلام ميرنا أشعر؟ أم ماذا يحدث؟

أخبرت سهام رباب أن عالية ستترك العمل، فحزنت رباب ولكن هي قامت بواجبها مع صديقتها، واتصلت بها لتطمئن على ميرنا، فأجاب الهاتف عمرو وأخبرها بمرض عالية فقالت: سأمر عليها هذا المساء.

أفاقت عالية وشعرت بتحسن فقال عمرو لعالية:

- ما رأيك نذهب للغداء بالخارج؟ نحن بحاجة لتغيير هذه الأجواء.

- ماذا عن ميرنا هل هي بخير؟

- نعم هي طبيعية ولا مكروه بها.

 

- حمدا لله، كم أنا ممتنة لزوج مثلك، حقا بيتنا هذا وجونا الأسري من أكبر النعم.

أمسك عمرو بياقته وقال:

- أحم احم فلتعدين الجميل.

ضحك الاثنان وذهبت لتعد ابنتها ونفسها للذهاب، صرخت ميرنا وابتعدت عنها وقالت لها:

- أريد أبي.

- ما هذا؟ فأنا بقربك وأنتِ طبيعية ماذا هناك؟ 

صرخت ميرنا ووجدت عالية تصرخ أيضا وتقول لا أتحمل هذه البنت، غضب عمرو وقال:

- لا أعلم ماذا أفعل أكثر من ذلك؟!

قالت عالية وهي تبكي:

- أريد أن أذهب إلى أمي، أرجوك يا عمرو تحمل قليلا.

- وماذا عن ميرنا؟ فيبدو أن مشكلتها معكِ تحديدا.

- لا تقلق أمي من ستتعامل معها.

- جيد، هيا سأتعامل مع ميرنا ونذهب لأمك الآن.

بعد أن تحدثت عالية لأمها وحكت لها ما حدث قالت ماجدة:

- لماذا لم يخبرني أحد أنكِ لست بخير؟

- لا يهم، المهم أني أفضل ولكنني ما زلت لست بخير؛ وظلت تبكي.

- أشعر بالقلق تجاه أصدقائك هؤلاء.

- تقصدين سهام و رباب.

- نعم هنّ.

- ربما سهام ولكن رباب لا فهي لم تضايقني بل تساعدني كثيرا.

- لا أعلم ولكن عليكِ الحذر منهن، فرباب ظهرت وقتما ظهرت سهام وبعدها بدأت المشاكل.

- سهام هي أول من ظهرت بحياتي وهي من تواصلت مع رباب، سهام هي المُعجبة بزوجي.

- كما ترين يا ابنتي، فقط أحذرك منهن.

- لا تخافي يا أمي لقد تركت العمل معهن.

- جيد، أما ميرنا ستعود لطبيعتها ولكن مع الوقت.

رن جرس منزل ماجدة وكان مدحت ابن أخيها:

- مرحبا مدحت.

- مرحبا خالتي، كيف حال عالية؟

- بخير، كيف علمت بشأنها؟

- أخبرتني صديقتها سهام ورباب.

- اسمعني يا مدحت، ابنتي متزوجة وتحب زوجها وأنت متزوج، فلا تحاول التقرب من عالية.

- لم أشعر أني متزوج، ولو تزوجت نساء العالم فلن يغنني عن القرب من عالية حتى ولو لن أتزوجها، يكفي فقط القرب منها.

- مدحت! هذا لا يجوز، لا تأتي عندي وعالية لدي، أما إن أتيت لأجلي فالبيت كبيتك.

- حسنا يا خالتي أنا ذاهب.

اتصلت سهام بعمرو وعلمت منه أن عالية بمنزل والدتها فقالت له:

- ربما هذا أفضل لك حاليا حتى تتحسن ميرنا.

- أظن كذلك.

وجد عمرو الباب يطرق ويبدو أن أحد طلب له طعام ليأكل، فظن أنها سهام فابتسم وقال: يا لها من مغرمة.

في منزل الجدة ماجدة، كلما حاولت عالية التقرب من ميرنا تظل تصرخ كالمعتاد فقالت ماجدة إلى ميرنا: 

- لماذا تصرخين يا ميرنا؟ هذه أمك، ألا تحبينها؟

- هي ليست أمي، هي شبح.

- لا يا ميرنا هي أمك.

قاطع حديثهم مكالمة من رباب:

- مرحبا رباب.

- مرحبا عالية، كيف حالك الآن؟

- لست بخير.

- ما رأيك نخرج قليلا؟ واحضري ميرنا معكِ لنذهب لطبيب سلوك.

- هذه فكرة جيدة، حسنا.

استعدت عالية لمقابلة رباب ولكن والدتها ماجدة رفضت ذلك وقالت لها:

- ألم أحذرك من رباب وسهام؟

- يا أمي رباب صديقتي ولم أرى منها سوء بالعكس تماما، ولكن لديك الحق بشأن سهام.

- يا ابنتي لا هناك داعي لمقابلة أحد لا سهام ولا رباب!

- أنا من تعاملت معهن وأستطيع أحكم أكثر، أنتِ لم تتحدثين إليهن مرة واحدة لتحكمين حكم صائب.

- كما تشائين، رغم أن إحساسي كأم لست مرتاحة.

- لا تقلقين يا أمي، هيا أعدي ميرنا لنذهب معا لطبيبة سلوك.

ظلت ميرنا تصرخ ونقول: 

- لا الشبح، ابتعدي عني.

فأمسكت الجدة بميرنا وقالت إلى عالية:

- إن أردتِ الذهاب فاتركي ميرنا، والأفضل ألا تذهبي.

- لا أستطيع تحمل رؤية ابنتي هكذا، سأذهب لأغير جو واسترخي قليلا.

خرجت عالية واوشكت على الوقوع من الدرج فوجدت من يمسك ذراعها فأدارت رأسها وكان مدحت فسحبت ذراعها وقالت:

- كيف تتجرأ على مسك يدي؟

- لم أتحمل وقوعك من الدرج.

- لماذا ما زلت هنا؟

- لأراكِ، فقط أكتفي برؤيتك من بعيد، ولكن لم أتحمل سقوطك من الدرج فأمسكت بك.

- دعني وشأني يا مدحت، فأنا... فأنا أختنق ولم أعد أتحمل.

- كل هذا بسببي.

- لا ولكن لا تكن سبب في ذلك.

- حسنا كما تشائين.

شعرت الجدة ماجدة بانقباض قلبها وشعرت بالقلق تجاه رباب، فهي من تتقرب إليها بدون سبب وقالت في نفسها: ربما لها علاقة بما يحدث لابنتي وحفيدتي.

رواية ضحية الأصدقاء الجزء السابع...

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author