رواية كابوس الانتقام ج٤

في الصباح اثناء تناول يحيى الفطور مع زوجته جاءت اليه الخادمة ومعها ظرف واخبرته انها وجدته في صندوق البريد، عندما فتح الظرف ورأى ما فيه ترك الطعام وظهر عليه الانفعال وذهب غرفة مكتبه بالمنزل.

يحيى يبلغ من العمر الخمسون بدأ حياته محامى يكسب القضايا بطرق شرعيه وغير شرعيه، قد يلجأ لشهود زور أهم شيء نجاح القضية، وازدادت شهرته ونفوذه وامواله وايضا اعداءه ولسبب غير معروف ترك وظيفته واستثمر تلك الاموال التي جمعها واستغل تلك النفوذ في افضل المشاريع الناجحة.

ظل يحيى يفكر وعاد ذهنه لتلك الحادثة التي ظن انها انتهت منذ زمن بعيد وقال لنفسه من يعلم بتلك الحادثة؟ وماذا يريد؟ لماذا ظل صامت كل تلك السنوات؟

ظلت التساؤلات تدور وتدور إلى ان قاطع تفكيره رنين الهاتف وقام بالرد

- من المتصل؟

- هل رأيت تلك الصورة بالظرف؟ انها المرأة التي تخلصت منها وقمت بإسقاطها من الشرفة

- من، من معي؟

- لقد اقترب تصفيه الحساب واغلق السماعة

وبعد يومين جاءته رساله الى صندوق البريد مرة اخرى، احضر مليون جنيها وسأبلغك بعد يومين بالمكان والزمان ان اردت انهاء الموضوع، وعندما جاء المكان المذكور في الموعد المحدد وجد امامه فتاه ذات العيون الخضراء،

- قالت له: الا تتذكرني انها انا هناء ابنة اعتدال التي قتلتها

- قال لها: لم اقصد لقد وقعت بالخطأ، والان لقد جئتك بالمبلغ الذى طلبتِه، ارجو ان تسامحيني وتنسى الماضي، واذا اردتِ مالا اكثر سأعطيكِ.

ووضع الحقيبة بجوار هناء، ثم اخرج فجاءة من جيبه المسدس للتخلص من هناء، ولكنها تفادت تلك الرصاصة وانطلقت نحوه واخذت منه ذلك المسدس،

- وقالت: كم انت غبى يا سيد يحيى، هل تعتقد انى بذلك الغباء؟ إن المبلغ كان مجرد فخ لحضورك، ولم اصبر واصمت كل تلك السنوات لينتهي بي الحال لنفس مصير والدتي، الان جاء الدور لأخذ الثأر والانتقام من عائلتك ايضا التي فعلت ما فعلت من اجل الحفاظ عليها.

- هنا صمت يحيى ثم قال: لقد سمعت ذلك الصوت من قبل فكيف لم اراكي من قبل وصوتك في أذني نعم تذكرت هل انتِ..... 

وقبل ان يكمل كلامه انطلقت رصاصتان من المسدس على يحيى، وقالت هناء لم اكن بحاجه الى ذلك المسدس فقد احضرت حبلا لخنقك، ولكن هكذا افضل سأتركك تموت ببطء الى ان يراك احد مصادفة في ذلك المكان المهجور، واليك مسدسك فلست بحاجه اليه ومسحت بصماتها ورحلت.

في صباح اليوم التالي وجدت الشرطة المرورية اثناء سيرها بين الطرقات شخص مقتولا ملقا على الارض وبه رصاصتان ومكتوب بأصابعه بالدم بجواره على الارض كلمتان فقط وهما اعتدال هناء، تم التحريات عن بياناته من البطاقة اسمه يحيى رجل الاعمال الشهير.

 جاءت الشرطة إلى العنوان المذكور بالبطاقة لإخبارهم بما حدث وكان في المنزل زوجته انصاف وابنه شادي وزوجته وابنه سيف ومخطوبته، واثناء استجواب الشرطة للزوجة عن وجود اعداء وسبب ذهاب زوجها الى هذا المكان ليلا،

- فقالت: ليس له اعداء لدرجة القتل ربما منافسين له فقط ولا تعلم سبب مجيئه لهذا المكان ليلا فهو قد يتأخر في العمل وله الكثير من المقابلات والاجتماعات فهو رجل اعمال مشهور.

- فسألها الشرطي: هل تعرف احد باسم اعتدال او هناء فقد كان اخر ما كتبه الضحية، وهنا ظهرت على زوجته نظرات التعجب والذهول.

- فسالها الضابط هل تعرفين ماذا يقصد؟

- فقالت له: لا اعلم

فطلب منها ان تحدثه عن عائلتها، فقالت: شادي يبلغ من العمر الثامنة والعشرون قد تزوج من نهال منذ ثلاثة اشهر فقد راها في احدى الحفلات التي اقامها احد اصدقاؤه، وكان حبا من النظرة الاولى وتزوجها في اقل من شهر، وسيف يبلغ من العمر السادسة والعشرون وقد قابل ريهام في احدى الفنادق التي اقام فيها لإلقاء ندوة عن الاثار، واخبرته انها تقيم في نفس الفندق لأنها جاءت من الخارج لعمل بعض الابحاث عن الاثار وبعد الانتهاء ستعود للخارج، وقد لاحظ التشابه بين شخصيتهم ثم اعترف لها بإعجابه الشديد بها وبثقافتها وقرر العودة بها الى منزله واعلان خطبتهما، وهى تقيم في المنزل حتى تعود عائلتها من الخارج لإتمام الزواج، وتحدثت عن خادمتان احداهما عجوز وتدعى سمية تبلغ من العمر اربعون عاما ولكنها تبدو اكثر من ذلك العمر، ولكنها نشيطه حقا وعملت من قبل في الكثير من البيوت، فهي تعتبر مديرة المنزل، والاخرى غرام شابة في العشرينات من عمرها تدرس ولكنها بحاجه الى المال لاستكمال دراستها، فقد احبتها لأنها تذكرها بشبابها وكفاحها، فقد استعانت بهما منذ اربعة اشهر عن طريق مكتب الخدم المسؤول عن تلك المنطقة بعد ان رحلت خادمتها السابقة للعمل في منزل اخر مقابل اجر اعلى، فهي لا تعلم انها لو كانت أخبرتني انها تريد زيادة مرتبها لوافقت ولكن تلك هي الحياه، اما خادمتي الاخرى السابقة قد وقعت لها حادث سير ولم تعد تستطيع العمل، ولكنى تكفلت بعلاجها وبقيت ادفع لها مرتبها لأنها كانت حقا مخلصة، وانهت انصاف حديثها قائلة اعلم ان يحيى ربما لم يكن شخصا محبوبا ولكن كان افضل اب وولاءه الاول والاخير لعائلته، انتهى التحقيق واغلقت القضية ضد مجهول بعد ان وجدت الشرطة الكثير من الاعداء عددا لا حصر له لقد كان شخصا مملوء بالشر

متابعة: رواية كابوس الانتقام ج٥

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author