بعد مرور شهرين من الحادث قررت العائلة الذهاب للمصيف لتغير الاجواء، فذهبوا جميعا للاسترخاء، فشادي ذهب للسباحة في البحر وعاد لينام تحت الرمال، ونهض ليتناول عصير البرتقال المثلج وما ان شعر بالانتعاش عاد للسباحة مره اخرى، وسيف فكر ان يقرأ احدى الكتب عن الاثار قرب الشاطئ وما ان وجد المكان ملئ بالضجيج ابتعد عن الشاطئ قليلا من اجل التركيز في القراءة، وعندما قرأ عدد صفحات ذلك الكتاب وجدها الف صفحه، قال جيد سأنتهي من قراءته قبل العودة يا لها من اجازة مسلية، اما نهال وريهام ذهبوا لشراء الملابس والمكياج وحقائب جديده، وقررت نهال عمل صبغة للشعر بلون بنى مائل للاحمرار اما ريهام اعجبها اللون الاصفر الذهبي فهو جيد لبشرتها البيضاء اكثر، واثناء ذلك فكرت ريهام في سيف وكم عدد الصفحات التي قرأها الى الان، كان ينبغي ان تكون بجواره وتقرا معه ولكنها لم تستطع رفض طلب نهال بالمجيء معها هي وانصاف للتسوق، فوافقت ريهام المجيء معهم وتخلت عن قراءة كتاب الاثار الذى يقرأه سيف الان، وقالت في نفسها الان سيسبقها في الانتهاء من القراءة وفكرت ان تسهر كي لا يسبقها في القراءة، اما انصاف قامت بشراء قطة فهي لحاجه الى حيوان أليف، فقد كانت قطة بيضاء ذات العيون الرمادية وقررت ان تسميها بوسي، اما سمية كانت تعد الطعام وغرام تنظف الغرف.
وعند حلول المساء عاد الجميع للمنزل ماعدا شادي، فقلقت زوجته لتأخره ولم تستطع الوصل اليه لان هاتفه بالمنزل، وعند حلول منتصف الليل قاموا بإبلاغ الشرطة، وفى الصباح الباكر وجدت الشرطة عوامه انجرفت باتجاه الشاطئ بها شادي مخنوقا، وجاء شاهد واخبر الشرطة انه رأى فتاه شابة ذات الوجه الابيض والعيون الخضراء تجر تلك العوامة وطلبت من القتيل ان يساعدها فذهب معها في العوامة، وظهرت علامات الدهشة على انصاف، وقررت ابلاغ الشرطة بما تعرفه عن اعتدال.
اعتدال كانت صديقة لها وتسكن في المنزل المجاور، وبعد ان انجبت هناء بأربع سنوات جاء لزوجها عقد عمل بالخارج فكان يسافر تسعه اشهر ويعود لزوجته وابنته ثلاثة اشهر فقط، لذلك فقد كنت اقضى معها معظم الوقت للتسوق وللحفلات والسمر وتبادل الاحاديث، ولكن بعد مرور خمس سنوات اغمى على اعتدال من الشرفة وماتت وعند فحص الجثة وجدو انها كانت في الشهور الاولى من الحمل، فكان سبب الموت الدوخة والغريب ان زوجها كان في الخارج في ذلك الوقت، ثم جاء زوجها من الخارج وقال انه جاء اجازه منذ شهر وعند فحص اوراق سفره وجدو بالفعل انه عاد وسافر سريعا، وقالت الطفلة انها كانت نائمة وقت الحادثة وبعد انتهاء التحقيق اخذ ابنته هناء للخارج، وعندما كتب زوجها اعتدال، هناء، لم تفهم ما كان يقصد تذكرت الحادثة فقط ووجدت اه ليس له اهميه لذكره، وبعد وفاة ابنها فهمت ما يقصد فمن الواضح انها كانت تريد قتلهم ولا اعلم السبب، ربما ظنت هناء ان زوجها هو من اسقط والدتها.
فقامت الشرطة بالتحريات وعلموا ان هناء قد عادت مصر منذ سبعة اشهر بعد وفاة والدها بالخارج، وانها مطلوبة ايضا بالخارج فهي مريضه نفسيه وقاتله، وعند اعادة فتح القضية القديمة لاحظوا انه جاءت الى الشرطة رساله من مجهول بعد حادثة السقوط وكتب فيه : لقد جاءني منذ شهر زوج تلك المرأة التي سقطت وطلب منى مراقبتها اثناء سفره ، وجدت رجلا يذهب اليها وكان يبدو ذو شأن ولكنى لم اخبر زوجها وقررت ان استفيد، اخدت مبلغا كبير من ذلك الرجل بعد ان اخبرته بمهمتي، وطمأنت زوجها انه لا يوجد أي شيء يدعو الى القلق، ولكن لم تهتم الشرطة بتلك الرسالة ولم تنتبه الشرطة انه منذ شهر عاد الزوج وسافر في نفس اليوم تقريبا، واغلق التحقيق عند إذ على انها حادثه، فكيف لم ينتبه احد على هذه النقطة منذ تلك السنوات.
وعاد الظن على انها جريمة وانه ربما يحيى كان ذاك الشخص صاحب الشأن، فاجتمع الضابط المسؤول عن قضية يحيى بإنصاف وسيف، واخبرهم ربما القاتلة تعلم بتحركاتهم واحتمال انها تعرف شخص ما في المنزل ومازال الخطر حول سيف.
You must be logged in to post a comment.