في احدى الليالي الممطرة استيقظ عزيز على صراخ ابنته هناء الطفلة ذات التسع سنوات.
- ماذا حدث يا هناء
- نفس الكابوس يا ابى أرى والدتي تسقط من الشرفة
وبعد تكرار نفس الحلم قرر والدها ان يعرضها على طبيب نفسي، كان عزيز يبلغ من العمر الخامسة والثلاثون وعيونه ذات اللون الاخضر ولون بشرته بيضاء طويلا وعريضا، يعمل موظفا في الحسابات في شركة تغذية وحصل على هذه الوظيفة بمساعدة ابن اخيه الذى كان وقتها مديرا لتلك الشركة.
ذهب عزيز للطبيب شوقي الذي له عيادة مشهورة فهو طبيب ناجح يبلغ من العمر الثلاثون، ورغم صغر عمره الا ان خبرته واسعه ويعتمد على التحليل والترتيب والمنطق وعالج الكثير من المرضى واستطاعوا العودة الى حياتهم مره اخرى، اخبره عزيز منذ وفاه زوجته ظلت ابنته كل يوم تحلم بسقوطها من الشرفة مع العلم انها كانت نائمه وقت سقوط والدتها.
- فساله الطبيب: واين كنت انت اثناء تلك الحادثة؟
- قال: كنت هنا اعمل في هذه البلدة لكن ابنتي وزوجتي في بلده اخرى وعندما علمت بالحادثة عدت الى بلادي لدفن زوجتي واخذ العزاء، ولكن كان في البداية تحقيق على انها جريمة ولكن اغلقت القضية على انها مجرد حادث، وبعد التحقيق سافرت الى هنا مره اخرى مع ابنتي فلا يوجد من يرعاها او يهتم بها ونويت الاستقرار هنا للابد خصوصا بعد ازدياد نجاحي بالعمل، ولكن منذ ان عدت تصرخ ابنتي كل ليله وترى نفس الكابوس.
طلب الطبيب من عزيز الخروج لحين يتحدث مع ابنته وقام بسؤالها عدة اسأله.
- بماذا تحلمين؟
- ارى والدتي عند الشرفة تسقط والقمر مكتمل
- وماذا كانت ترتدى؟
- فستان ازرق اللون
- هل كان يوجد احد اخر في الحلم
- صمتت ثم قالت لا ارى الا والدتي فقط
- هل كنتِ حقا نائمه ام كنتِ مستيقظة
- صمتت مره اخرى ثم قالت لا لم ارى احد فقد كنت نائمه
تمتم شوقي قائلا لنفسه: ازدادت اجابتها عن كونها نائمه بانها لم ترى احد وتوقف عن تلك الجملة وتأكد ان تلك الطفلة رات شيئا مخيفا.
فابتسم لها وقال بنظرة توحى بالتعاطف: ان الذكريات السيئة الافضل لها ان تنسا وعلى الانسان ان يكمل حياته ولا يعيش على الماضي، ثم كتب لها بعض الأدوية وطلب رؤيتها مره كل اسبوع حتى تنتهى تلك الكوابيس.
وطلب من والدها ان يزيد من الأنشطة التي تقوم بها وتعليمها السباحة أو التنس أو الرسم حتى تنشغل.
فلم يأتي بالعلاج ثماره بل ازداد سوءا، حاول ان يجعلها تحكى ما تخفيه ولكنه فشل وازدادت نفسيتها انهيار، فعندما يأتي المساء تفزع وعندنا ترى القمر تصرخ، فقرر الطبيب نقلها الى مشفى للعلاج النفسي، ظلت هناك سنوات بدون فائدة ايضا فأخرجها والدها لتعيش معه مره اخرى، ولكنها عاشت وحيده تبتعد عن الاصدقاء وطلبت ان تدرس انتساب وتكمل دراستها من المنزل حزن والدها على حالها وفشل الاطباء في علاجها.
كانت الايام تكرار لنفس الحزن والبكاء والكابوس، حتى حدثت مفاجأة غيرت مجرى تلك الايام.
متابعة: رواية كابوس الانتقام ج٢
بقلم:أمنية نبيل
You must be logged in to post a comment.