إنها السفاحة (ليوناردا جنجولى)...سفاحة ليست كمثل السفاحات...في حين أن يوم ولادتها لا يزال قيد التكهن، لكن من المعروف أنها كانت نتاج اغتصاب، ومن أجل حفظ صورتها، أُجبرت والدتها التى كانت فى الرابعة عشر من عمرها على الزواج من الرجل الذي تعرضت للاغتصاب من قبله، ولم يكن والداها لطيفين معها أبدا، وكانت الأم تكره ابنتها بشده لأنها تذكرها بمغتصبها، وقد حاولت (ليوناردا) الانتحار مرتين في سن مبكرة جدًا، وكانت الأم تتحسر عندما تفشل ابنتها في الانتحار، كبرت (ليوناردا) وقررت أن تتزوج عام 1914م لتتخلص من جحيمها، على الرغم من معارضة أمها لهذا الزواج لأنها كانت لا تريد ابنتها سعيدة أبدا، حيث اقتحمت حفل الزفاف وأطلقت لعنتها على ابنتها بان لا يعيش لها ولد أبداً، كانت (ليوناردا) تأمل في استعادة بعض السيطرة على حياتها، انتقلت مع زوجها إلى إيطاليا، وفي عام 1930م دمر زلزال منزلهم وأجبروا على النزوح مرة أخرى، وانتهى بهم الأمر في مدينة (كوريجيو) الايطالية، حيث فتحت (ليوناردا) متجراً صغيراً خاصاً بها لبيع الصابون والكعك حيث سيقابل ضحاياها في النهاية نهايتهم المؤسفة.
حذر عراف متنقل (ليوناردا) من أنها ستتزوج وتنجب أطفالًا، لكن جميع أطفالها سيموتون، وعلى الرغم من تحذير العراف، حملت (ليوناردا) 17 مرة خلال زواجها، و مات عشرة من هؤلاء الأطفال في وقت مبكر من شبابهم، وثلاثة منهم تعرضوا للإجهاض، وكأن لعنة أمها وتحذير العراف يتحققان!! كانت (ليوناردا) تحمي أطفالها الأربعة المتبقين لكنها كانت مؤمنة جدًا بالخرافات وقصدت العرافات والسحرة ليجدوا لها حلا، ولكنها تعلمت المهنة وتحولت هى نفسها إلى ساحرة وعرافة، وعندما قرر ابنها المفضل (جيوسينى) الانضمام إلى الجيش الإيطالي أثناء الحرب العالمية الثانية، كانت مصممة أكثر من أي وقت مضى على حمايته خوفا من أن يموت كإخوته، إن القول بأن (ليوناردا) كانت مؤمنة بالخرافات كان بخسا لما فعلته بعد ذلك، وبطريقة ما أدركت أنها ستحتاج إلى التضحية بالنساء من أجل حماية ابنها أثناء وجوده بعيدًا، وكان نساء كثيرات يقصدنها كعرافة.
تم اختيار الضحايا الثلاثة بعناية وجاء جميعهم إلى (ليوناردا) لسبب محدد، جاءت الضحية الأولى (فوستينا سيتي) إليها لطلب المساعدة في العثور على زوج.، وعدتها (ليوناردا) بأنها وجدت لها شريكًا مناسبًا وسيماً وغنياً، وطلبت من ضحيتها عدم إخبار أي شخص وأن تبقى الأمر سراً، وعندما جاءت الضحية لتلتقى عريسها، أعطتها (ليونارد)ا نبيذ مخدر وقتلتها وقطعتها ووضعتها في إناء كبير.
يمكنك قراءة كلمات (ليوناردا) نفسها من مذكراتها الشخصية لتي توضح بالتفصيل ما فعلته بضحيتها الأولى بعد تقطيعها: (رميت القطع في وعاء، وأضفت سبعة كيلوجرامات من الصودا الكاوية التي اشتريتها لصنع الصابون، وقلبت الخليط بالكامل حتى تذوب القطع في هريسة سميكة داكنة، صببته في عدة دلاء، وصببت الدم في الحوض وانتظرت حتى يتخثر وجففته في الفرن، وطحنته وخلطته بالدقيق والسكر والشوكولاتة والحليب والبيض وقليل من السمن، وعجنت كل المكونات معا، لقد صنعت الكثير من كعكات الشاي المقرمشة وقدمتها للسيدات اللائي جئن للزيارة، وتناولتها أنا و(جيوسينى) أيضًا).
الضحية الثانية تدعى (فرانشيسكا سوافي) التى وعدتها (ليوناردا) بوظيفة في مدرسة للفتيات، لكن بالطبع هذه الوظيفة لم تكن موجودة أبدًا ولاقت نفس مصير الضحية الأولى، ضحيتها الثالثة (فيرجينيا كاسيوبو)، التى حصلت أيضًا على نفس الوعد بالوظيفة للهروب من حياتها الحالية، ومثل الضحيتين قبلها وجدت نفسها في قِدْر مغلى.
وإليك اقتباس آخر من مذكرات (ليوناردا) يصف ما فعلته بضحيتها الأخيرة: (انتهى بها الأمر في القِدْر مثل الاثنتين الآخرتين، كان لحمها سمينًا وأبيض، وعندما ذاب أضفت زجاجة من الكولونيا، وبعد فترة طويلة من الغليان تمكنت من صنع بعض الصابون وعرضته فى المتجر، وأعطيت منه للجيران والمعارف، وكان الكعك أيضًا أفضل، كانت تلك المرأة حلوة حقًا).
تم القبض على (ليوناردا) أخيرًا بالتوقيت الجيد، حيث لاحظت شقيقة زوج (كاسيوبو) على الفور اختفائها المفاجئ وقد رأتها تدخل متجر (ليوناردا) في اليوم الذي اختفت فيه، وأبلغت عن هذا الأمر للشرطة التي جاءت تطرق باب المتجر بعد مدّة وجيزة، واعترفت (ليوناردا) بارتكاب جرائم القتل، وقالت للقاضى: (كنت أحمى ولدى من كابوس أمى التى كانت تهددنى كل يوم فى المنام)، وحوكمت على أفعالها، وأمضت حوالى ثلاثة وثلاثين عاما فى السجن وتوفيت في أكتوبر 1970م بمرض مفاجئ، ولم يحضر أحد جنازتها، وتم دفنها فلا مقبرة الفقراء والمشردين، وبقيت أدوات الجريمة وتمثال لها فى متحف الجرائم بايطاليا.
You must be logged in to post a comment.