ما هي الأم إذا لم تكن الأمان والدعم والتشجيع؟ أم تحبط أبنائها وتسمح بضربهم مرة وإثنتان وثلاث وهي تأخذ دورها في الضرب أيضاً وتغار من إبنتها وتحبها وتتلاعب بها مشاعرياً وتسكتها في كل إجتماع أسري عكس أخوها الذي تتركه يتحدث ويلعب ويفعل ما يشاء! هنا سأكتب قصتي الشخصية فهي خير مثال.
منذ أن كنت طفلة وأنا كنت متعلقة بأمي لأسباب نفسية معروفة منها صدمة الولادة والإنفصال وغيرها.
ولكن طبعاً كطفلة لم أفهم ولم أعرف شيئاً من هذا ولم أترجم مشاعر تعلقي السلبي بأمي إلا أنها حب، وهذا طبعاً مفهوم خاطئ تماماً.
وكنت لا أستطيع النوم الا عندما احتضن قطعة من ملابسها رغم أنها كانت توبخني كثيراً وتضربني وتتعمد إغضاب أبي مني.
وكنت أخاف الظلام وكنت أنام بالسر خلف سريرها من شدة خوفي من الظلام ومنها وكانت تكتشفي دائماً وفي ليلة من الليالي ذهب إلى غرفتها في وقت الفجر وانا أبكي بصمتي وكأنني اقول أرجوك أدخليني ولكنها كانت تقول لا بنظراتها وتهددني وتقول أخرجي قبل أن يسمعك أبوك ولكن أبي إستيقظ وهو متفاجئ أنني كنت أبكي بهذه الحرقة وهي لم تهتم! فناداني واحتضنني وجعلني أنام بجانبه ونظر إليها بنظرة حادة مؤنبة لها وهي ردت هذه النظرة إلي شعرت بالتأنيب ثم نمت.
وهكذا ضلت علاقتنا وأنا لم أفهم حتى أصبحت في الثانية عشر من عمري، جائنا أخ جديد وحملتني أمي مسؤوليته وكأنني أنا من أنجبته! وتأنبني إذا لم أفعل شيء بالطريقة الصحيحة توبخني وكأنني أنا أمه! وفي يوم كانت أمي وخالتي جالستان في صالون المنزل تتتحدثان وتضحكان ثم قالت أمي " أريد أن أنجب أطفال بقدر ما أستطيع قبل أن تتزوج أطياف كي ترعاهم" كانت صدمة لي لتوقظني من ما أسميه (إستعباد الأبناء لمصالح الأباء الشخصية) كون الأباء لا يريدون تحمل مسؤولية قراراتهم فيرمونها على الأطفال. وكانت أمي تضحك عند قولها هذا الكلام. أستيقظت قليلاً، وعيت قليلاً، لقد تم إستعبادي! ولكن الجزء الاواعي المستعبد لدي قال " لا لا أظن، فأنا أساعد بإختياري وهذا سيدهلني الجنة!" محزن ذلك المشهد، عندما تبرر للجريمة بأنها حب وإحسان. جائت لأبي فرصة للسفر والدراسة في أستراليا، كانت تلك السنه مليئة بالمفاجئات أو بالأصح الصدمات. ذهبنا إلى أستراليا، كانت جميلة جداً ولكن تزمت أبي لم يتيح لنا عيش تلك اللحظات والأيام والأستمتاع بها كما هي بكاملها وبدون الشعور بالخوف. مرت ثلاث سنوات ونحن نعيش هناك. كان الضرب في عائلتنا شيء لا بد منه وكان شيء طبيعياً. نُضرب ثم يأتون ويقولون نحن نضربكم لأننا نحبكم. هههه. غريب! كيف خلطوا تلك المشاعر! وبعد ثلاث سنوات عدنا إلى بلدنا الأم،أصبح أبي أكثر تزمتاً وغضباً، أصبح يسافر كثيراً ثم يعود بهدايا معه ثم يسافر مرة أخرى. أستمر هذا الحال لمدة خمس أو أربع سنوات وضاقت أمي ضرعاً من عدم تواجد أبي وتحمل مسؤوليته كأي وأنه رما عليها كل مسؤولياته. وكأن المشهد يتكرر هنا، وهذا ما يسمى بالكارما. قررت أمي أن تنفصل عن أبي، أخيراً! لم تقرر هذا القرار لأنه يضربنا على كل صغيره وكبيرة، لم تقرر هذا القرار لأنه كان يتسلط علينا، فقط قررت هذا القرار بعد سنوات طويلة لأنه أصبح يفعل هذا معها أيضاً، فهي تقبلها علينا ولكن لا تقبلها على نفسها. أنفصلوا رلم نسمع عنه منذ ذلك الحين ،أخذ جوازات سفرنا (ولا أعلم لماذا) وطردنا من المنزل وشكراً لله أن أمي كانت تملك منزل في قرية أهلها التي ابعد عن المحافظة التي نعيش فيها مدة نصف ساعة أو ساعة. ذهبنا إلى هناك ثم أستأجرت أمي منزلاً في نفس المحافظة وعدنا. بعد أن انتهت هذه المراحل بدأ الكون يناديني لأستيقظ. بدأت رحلتي في عالم الوعي بدأت أعي بكل ما حصل وانتهى في حياتي، بدأت أعي بمشاعري، بدأت أعي من أنا ولماذا أنا هنا. وأدركت حتى الآن الآتي : 1. الأمومة ليست فقط أن تنجبي طفلاً وتطعميه الطعام وسقيه الشراب ومن ثم فجأة تضربيه بأسم الحب! 2. أنني كنت طوال تلك الفترة أتعلق بأشخاص لأنني لم أكن أشعر بالحب من أمي وأبي والأسوأ أن هؤلاء الشخصين الذين من المفترض أن يكون مصدر أمان لأطفالهم كانوا هم مصدر الخوف والرعب والخيانه والخداع وكل هذه المشاعر لها أماكن في جسمك إن لم تعالجها فسوف تتطور لتصبح مرضاً عضوياً. 3. أن أم يكانت تغار مني طول تلك الفترة منذ أن كنت طفلة وحتى هذه اللحظة وفي مراخقتي إعترفت بذلك أربع مرات أمامي وأمام الجميع وهي تضحك. وعندما سمعتها لم أحزن بل شعر أخيراً أنني فهمت الدافع خلف تصرفاتها ومشاعر ها إتجاهي والتي كانت تظن أنني لا أشعر بها. 4. أن العنف ليش بالضرورة دائماً أن يكون جسدياً فهناك عنف عاطفي وعنف نفسي وهو ما يسمى بالتلاعب العاطفي. 5. الأمومة كذبة وضعت لكي يسهل التحكم بالأطفال مهما كبروا. 6. يجب على جميع الحكومات وضع قوانين لحماية الأطفال في كل الأعمار من العنف الأسرى وأماكن تحميهم وتأويهم فما الفائدة من وضع رقم للحماية ولا يوجد هناك سكن يؤيهم! وماذا لو لم تكن معهم هواتف؟ وماذا لو كان عمر ذلك الطفل في الخامسة أو أقل؟ يجب أن تكون قوانين الحماية شاملة لكل المراحل العمرية وجميع الحالات والإحتمالات.ففي أستراليا تلتزم إلتزاماً قوياً بحماية حقوق الاطفال.
تتّم حماية الأطفال من قبل القانون من سوء المعاملة سدية والجنسية والعاطفية والنفسية والإهمال والعنف في كل من المنزل والمدرسة. يجب أن يتم وضع ترتيبات مناسبة لرقابة الأطفال ورعايتهم. لا يتم تشجيع التأديب الجسدي مثل الضرب وإذا سبب ذلك ضراراًكبيراً، ف ُيعد ذلك مخالفة للقانون. التأديب الجسدي غير مسموح به في المدارس.
في أستراليا، بعض الأشخاص، مثل الأطباء والمعلمين، ُيطلب منهم إبلاغ سلطات حماية الطفل في الولاية أو المقاطعة إذا كانت هناك مخاوف بشأن تعرض طفل ما إلى الأذى. ولكن في الشرق الأوسط يسمون ذلك خصوصية ولا يجب التدخل فيها. ووفقًا للمركز الأسترالي لحماية الطفل، تلقى واحد من 35 طفلاً في أستراليا خدمات حماية الطفل في الفترة الممتدة بين 2017 إلى 2018.
من جهتها، ترى كبيرة مستشاري السياسة في منظمة Save the Children استراليا كارين فلاناغان أن الحماية المثلى للأطفال تبدأ في إلغاء جميع أشكال العقاب البدني في البيئة الأسرية.
أرا أيضاً تقصير رغم التقدو في الدول الأخرى وسأقترح هذه الحلول أدناه:
1. أن يتم بناء مباني ومساكن مخصصة ومجهزة لحماية الطفل والمرأة من جميع أنواع العنف وفي كل الأعمار والظروف وأن تكون هذه المباني مهيئة لأطفال من ناحية التعليم والسكن وبناء مجتمع صحي داخل هذه المنظومة.
2.أن يتم تعيين محامين متطوعين للدفاع عن هؤلاء المتضررين.
3.أن يتم إرساله ألى معالج نفسي ليساعدهم في تخطي ما مروا في من أزمة أو أزمات لكي يضمنوا أن يعيشوا حياة صحية بيئة مليئة بالحب والأمان.
4. أن تتم معاقبة الجانين قانونياً وتعويض المجني عليهم مادياً للضرر النفسي والجسد الذي تسببوا به.
5. أن يتم توفير وظائف مختلفة لهؤلاء الأمهات أو حتى الشبان المتضررين.
6. وأخيراً يتم تشكيل لجنة تذهب إلى المدارس والبيوت لتتحقق من الأطفال ومدى صحة بيئتهم التي يعيشون فيها كما هو في أستراليا.
يجب أن يؤخذ هذا الموضوع في عين الأعتبار لأهميته ومدى تأثيره على المجتمع والإنسانية.
أين يكن الذين أو المذهب أو الدولة فالإنسانية فوق كل شيء وأي شيء يخالف هذا الأساس يجب ويجب إعادة النظر فيه إن لم يكن الحل الفعلي هو رمية في القمامة.
You must be logged in to post a comment.