أجالسُ شبحاَ يرتدي عباءة تقطر من ثناياها شلالات قيح حالك الظلمة...
كلما حاولت الهرب منه سورني بأيدِ تشبه الأخطبوط وصاح بي : لا مفر فأين المنجى؟ّ!
فأقف مكسر الجبين ..مشظى الوتين..محمل بالأنين..أصرخ: دعني وشأني مللت رفقتك وبغضت مجاراتك، دعني دعني قُبحتَ من رفيق.
فيصيح بصوت أشد هذه المرة وكأنَّ صوته سرب غربان هاربة من مملكة الشيطان الأحمق الأرعن الخارج عن القانون..
وكأنَّ عينيه قد نسلتا من رحم السُّخط في عالم لا يحكمه غير الألم الصافي!
يصيح :لا مفر فأين المنجى؟!
أه وألف أه أتدرك يا قارئي من ذا الشبح ؟! قد خُطَّ عل جبينه... الوحدة!
لكن بينما أعارك خصلات قدري وأحاول تقطيها وجعل القدر أصلع من شده قهري وغيظي، رأيت فراشة لونها كهدب الشمس حين الغروب..جناحاها كحقل ممتد زرعهُ اللؤلؤ والريحان...جاءت كنسمة رحمة وقفت بيني وبين ذاك الشبح المسيطر المتمرد ...
وبدأت تلك الفراشة العذبة بالحديث إليّ وصوتها وعزة خالقي حين كان ينسل إلى أذني كنت أشعر أن أحدهم قال: كن للكون يا محطمُ مالكا!
قالت: يامن هيمن على كيانك شبح الوحدة وصرت بلا وهج ..بلا ألقِ..هجرت محيّاك البسمات..
اسمع يا من خِلتَ أن وحدتك هي قبرك وجحيمك الأبدي الذي لا زوال له ولا شفاء لسقمه واعلم أنها مرحلة ما أقصر مكثها! زائلة كزوال الظمأ بعد طهرِ ارتواء...
حينها تبسمتُ وهمستُ : كلامكِ عذب يا حسناء الطلة،لكن ما السبيل للعبور بسلام كيف هو السَّلاح؟ّ!
تنهدتْ وصفت الشبح الذي كان يحدق بها وبي صفعة جعلته يعوي وقالت:
هذي الصفعة هي الترياق لكن اجعل أناملك مضيئة بالأمل ومشتعلة بالعمل ولا تنس أن تسور معصمك بالصبر الصادق والتوقع الخارق...
حينها وحينها فقط ستقهر الشبح وتكمل الحياة بطعم لا مر للوحدة فيه!
كن أنت ...كن قويا بذاتك..تقهر الأشباح كل الأشباح.....
You must be logged in to post a comment.