عطرك وطيف الشتاء، وطائر القبره
ما زالت رائحة عطرك تلك عالقة بي، في مسامات اصابعي وفي ثنايا معطفي الذي قد لامست يداك ياقاته لمسح قطرات الماء عنه ذات لقاء، وليكن حبآ..
أمسيات باردة تتلاحق لكن حرارة اللقاء دفئها تتوقد، لما انت يا طائر القبره بعيدآ، تأتي فرادآ بعيدا عن سربك، تتأمل في نافذتي وتذهب، لما...
الامسيات سبب ابتسامتي، ما زلت أعالج آلامي بها، وما زلت حين أبدأ قصة جديدة وأنا متثدرة في فراشي كأن سكينة تتلاصق بتلك الايام.
لم أعلم أن الطيور في الليل لا ترى بوضوح، وكيف تنقر على نافذة خوفا من البرد.
صحيح أنها لم تكن حقيقة صحيح أنها كانت بإفتعال مخيلتي.
كانت المرة الأولى التي يأتيني بها ليلة موجعة، أذكر أنني ذهبت لفراشي باكية، حزينة لا أذكر السبب تحديدا.
لكني كنت وحيدة، لحد لا أستطيع به أن أجد التقط انفاسي المتصاعدة، وباحثة عن من يواسي وحدتي الا طائر القبره.
كم جميل هو همسك يناديني بعذوبة، غفوة واستيقظت على همس اسمي الفريد نعم هو اسمي الذي احبه.
جلست أبحث عن مصدر الصوت، لم أكن خائفة، بل بحثت عنه بشغف وبحب، كانقلاب ابيض مداعاة للسلام فيني، حيث كانت الطمأنينه تملأ المكان.
شعرت بك، كانك تسيطر على جوارحي، كأنني أريد أن ابقى لك عنوة، كما لو أن سعادة الكون تحضنيني.
كم جميل صوتك عندما يخالط صوت المطر، ارجوك ابقى على ناقذتي، ستكون في بيتي مغردآ بشجن، كأنك تريد أن تقول هذا المطر لنا.
في كل يوم أجهز متكئي، وكوب قهوتي وكتابي، واترقب طيفك كالسلام، ليخبروني بهؤلاء الذي استظلوا صيفا بظلي وغادروني
ليحفز ذاك الطموح داخلي
وليشعرني بحب مختلف الذي طفت حولي مرارا لاجده وهرب مني.
ليقول لي بعز ارتجافي ها أنا هنا لا تخافي، اني انا الدفئ والمكان والقبره.
ها أنا هنا أسمعك فحرري نفسك من قضبان الوجع وقيودها.
ها أنا هنا أسمعك وتسمعيني
تسمعي مني كلمة أحبك بملئ فمي وتوتر اعصابي للمرة الأولى.
إسمعيها بقلبك لا بأذنيك
اشعريها، حتى أعود
مر الشتاء بسرعة وغادرني طيفي.
جاء الصيف سريعآ، حارقا بلهيبه بعض ذكراي، وموجعآ بجمره قلبي وما حولهما، لا زلت حزينة وطيفي ليس هنا، اشتم رائحة عطرة مع كل تنهيدة.
ارجوك عد وآبقى على موعدي معك، ناصرآ للقلب، ولكني على أمل أن يعود شتائي وللأبد.
أحبك بطيفي وبعطرك وبطائر القبره.
You must be logged in to post a comment.