علم النفس | البدايات و الأصول
العقل هو أعقد أجزاء الكون التي يعرفها البشر حاليًا, قواعده غامضة و أصلها غير معروف, لا يعرف أحدًا تفاصيله الدقيقة حتى وقتنا هذا إلا خالق الكون الله عز وجل. ببساطة, أدمغتنا ليست معقدة بما فيه الكفاية لفهم نفسها.
مصطلح " علم النفس ":
«سيكولوجيا» (Psychology) هي كلمة أصلها لاتيني تعني «دراسة الروح». مع مرور الزمن تطور التعريف الرسمي للمصطلح سيكولوجيا (علم النفس) حتى أصبح الآن من الممكن تعريفه على أنه «علم السلوك و العمليات العقلية». علم النفس قديمًا كان ضمن الفلسفة و قد استقل منها في زمن لاحق و كان بداية انفصاله عن الفلسفة على يد العالم الألماني فونت.
علم النفس على مر الزمان:
منذ بداية التاريخ المسجل تساءل الإنسان عن نفسه و ما يحدث بداخل رأسه من أفكار و ذكريات و تصرفات و غيرها. كان لا بد من أن يفهم ما يجري بداخله فذلك الصوت الداخلي و ردّات الفعل التلقائية لا يمكن أن تكون عشوائية بشكل تام, لا بد من وجود قوانين تحكمها و مؤثرات تحفزها. كان جميع الأدباء و العلماء و المفكرين بحاجة لفك شفرة و غموض الأمور الغير حسية كالوعي و غيره ؛ فمثلاً أرسطو الذي كان يظن أن الوعي البشري مصدره القلب و ليس الرأس! بالطبع هذه النظرية تم ابطالها منذ زمن بعيد.
في الجانب الآخر , القادة الصينين استخدموا علم النفس في إلزام الموظفين الحكوميين بالخضوع لاختبارات نفسية وذلك لمعرفة مستوى ذكائهم و تصرفاتهم بالإضافة لشخصياتهم و ما اذا كانوا مناسبين للقيام بأدوارهم.
الأطباء النفسيين و علماء النفس :
على مر التاريخ تواجد عدد كبير من علماء و أطباء النفس الذين نجحوا في وضع حجر الأساس لعلم النفس, مثل: سيجموند فرويد, فونت ,و غيرهم من عباقرة التاريخ سنذكرهم إن شاء الله في تكملة هذا الموضوع لاحقًا, و لكن الآن سنذكر بصمة الطبيب المسلم الفارسي محمد بن زكريا الرازي.
في أواخر القرن الثامن عشر ميلادي كان الرازي أول من وصف المرض النفسي بل أول من عالجه! خصص الرازي جناح نفسي في مستشفاه ببغداد لعلاج المرضى النفسيين و كان في ذلك الزمان من النادر وجود قسم نفسي في المستشفيات.
الهدف من علم النفس:
بمضي العقود و السنين ظّل علم النفس يتعلق بالسعي وراء الإجابة عن بعض الأسئلة المهمة مثل:
* ما هو الوعي؟
* كيف بإمكان البشر ارتكاب الجرائم الوحشية؟
* ما هو المرض النفسي؟ و كيف يمكننا أن نعالجه؟
* هل لدينا ارادة حرة كليًا؟
* ما دور بيئتنا في تشكيل تصرفاتنا؟
و غيرها من الأسئلة العميقة التي يطرحها علم النفس و لا يمكن الاجابة عنها في سطر أو اثنين بل تحتاج كتب عدة للاقتراب من اليقين التام.
في النهاية نقول أن كل فكرة غريبة قد تكون بداية مشرقة لإحدى فروع العلوم المتنوعة و الحقيقة الكاملة لا يعرفها إلا الله وحده سبحانه و تعالى و الله أعلم.
عزيزي القارئ أتمنى أن يصبح هذا المقال بالنسبة لك شعلة إلهام و معرفة راجين من المولى عز وجل أن يجعل طريقك مشرق.
انتظرنا في الجزء الثاني بإذن الله.
You must be logged in to post a comment.