عندما يَشيخ الفَنَن

تتحضر للمراسم ..
أكاليلٌ وياسمينٌ أبيض..
بطعم السكر المحروق كانت اللحظات ..
لا يباح التلذذ بحلاوة تتخللها مرارة ..
صنوبرية الشموخ ..لكنها مرغمة ..
مرغمة على التمتع بطعم ذلك السكر ..
بشغف ..
وهل يصطنع الشغف ..؟



إنما إذا مات الشغف هلكت معه ثنايا القلب..

وبات بريق العينين قاتمٌ عَتم..

تموت معه ملامح الصبا ..

فتحل ملامح البؤس على خطوط مكذوبة حول العين..

مصطنعة هي ..

فكيف لها أن يكون لها من الوجود نصيب ..

 

إنه في أيلول ..
حيث الهواء البارد ليلاً ..
عندما بدأ الصيف يحزم أمتعته..

وهمّ بالرحيل ..

حيث السماء أخذت تحضر نجومها لبرد الشتاء ..

وتفترش رائحة البرد فوق أوزون الأرض..

حيث قلبيهما ..

أيلول...
ترسلها نفحات ليله نحو الشتاء والحنين المعتّق في حنايا الأغطية الثقيلة ..
والتي احتوتها بعالمها وتفاصيلها ..
فكانت أغطية ثقيلة ..
مما تكفل بقمع أيّ تمرّد لأحلامها ..


لاتدري أيّ الإتجاهات مهبه ..
أشمالي الهوى ..؟
أم جنوبه ..؟
تتبع حدسها ..لكن أطواق الياسمين لن تنتظرها ..
سيذبلها هبوب الريح ..
ريحٌ يتمرّد فوق كل قوانين الطبيعة ..
فيجعل أيلول بلونٍ أصفر ..
جافٌّ باردٌ برده جارح..
مؤذٍ كورقة تشق جلد الظفر ..
نعم ، بذات الطريقة التي ضيّقتم أعينكم بها الآن..

خذت تناديه ..يا فلان! 
بصوتٍ يجرّ صداه العناء ..متثاقلاً لا يسعه أن يصل بالوقت المناسب ..
يا فلان!..
كان طيفه متجرّداً من كل ما يثقله ..سريعاً كومض مسروق من بقعة ضوء..
يا فلان!
ما زالت تشعر به ..ما زالت رائحته عالقة بفضاء روحها ..رذاذ عزّ عليه أن لا يودع من أحبته دائما ولطالما استنشقته بحرارة..
يا فلان!..
أين أنت من ذبولي ؟..
وكانت كل شهقات الحياة قد غادرت ..أسدلت السماء ستارتها ..غلبت الزرقة على شفتيها ..
يا فلان!..
ضجّ السكون ..جنّت أجزاء الوجود ..فاض الأنين متنمراً على حنجرتها ..
وأين فلان منها ..؟!
ماتت تفاصيل كانت قد حَيَتْ منذ عقود ..
وحلّ الشيب ضيفاً على رمشيها ..
عذراً فلان ..! 
يَبس الفنن وصار عكازاً طوع أمرك ، أماناً لمشاعرك عندما تشيخ .

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٤ ص - عبد الفتاح الطيب
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٨ ص - jimina
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٥ ص - شهد بركات
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:١٤ م - Amani
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:٠٨ م - soha
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ٢:٠٠ ص - Zm23138244
About Author