غيول من حياتى

 

غيول من حياتى

مجموعة قصصية للكاتب

نبذة عن المؤلف :

نشأ فى اسرة متواضعة فى قرية ثرية فكريا واجتماعيا من قرى صعيد مصر حيث كانت المتناقضات فى المجتمع وحب المعرفة وتوهج العقل فى فترة مبكره سببا فى تشكيل شخصيته وحبه للمعرفه والقراءه منذ كان عمره ثمان سنوات وحفرت نكبات الحياه فى فؤاده غيول كثيرة سرعات ما اعطتة الفكر الناقد والرؤية المنطقية والعقلية للاشياء

من بعض اعمالة:-

1- لقاء مع الموت

2- عندما يبكى الحجر

2- هذا ما الفيت عليه أبى

4- رائحة الحرية

5- بهلات

6 – القطيفة السوداء

7- منقريوس

8 – نعناعة

9 – ويلبيزيسكى

10 –  محطة الوصول

اهم الاعمال :-

رحلتى مع الحياة ( من ديكارت الى ابن القيم ثم الى العقل )

 

نفادى وطلبه

لم انسى ذلك اليوم عندما كنت العلب فى الفناء امام البيت وكانت عمتى سعاد جالسة مع امى وكانت اختى الاثنتين يجلسن الرز مع خالتى نجيبة . سمعت صوت الجرس ترن ترن ترن يصلصل ويصيح من مكان بعيد لم انتبه الا عندما قالت عمتى سعاد مرحتيش المدرسة ليه يا ياسين فنظرت لها كالابله فاتح فمى ولم اتكلم قالت اختى ايوه ده جرس المدرسة يالا روح وقالت امى روح وقالت اختى يالا روح لم يعطونى فرصة افهم اروح فين ... اسرعت اجرى يمين وشمال واخيرا غسلت وجهى بقليل من الماء وجريت ناحية الشارع الذى به المدرسة بدون تفكير

المدرسة كيف وليه ومين ومتى و و و كانت الساعة الحادية والنصف ويبدو انها كانت الفسحة فلماذا لم اذهب الى المدرسة من اول اليوم ولماذا لم يطلبونى فى المدرسة .

عرفت ذلك بعدما كنا فى المساء محلقين حول راكية النار ونمص القصب وقال عمى عبد العزيز هو ياسين طلبوه فى المدرسة عرفت حينئذ اننى ذو قيمة حتى انهم طلبونى فى المدرسة

لم يكن فى هذا الوقت احد حريص على المدرسة او حتى يعرف كم سنوات عمرى الا عندما ياتى عم زين يمر على البيوت بالاسماء يقول فلان واد فلان يجى المدرسة .

دخلت مع العيال الى المدرسة التى كانت عبارة عن بيت من ايام الانجليز هذا البيت مكون من ثلاث طوابق كل طابق به ثللاث او اربع غرفة واسعة ومرتفعة السقف بالاضافة الى دهليز كبير يؤدى الى مكتب الناظر اظنة كان مكتب العمدة ايام الانجليز بناء فخم ذو ابواب كبير ومرتفعة وهو ملك للعائلة التى انتمى اليها وتم الاستيلاء علية بعد العدوان الثلاثن كيث كان ماوى لاهل بورسعيد الاجئين الينا وبعد ذلك اصبح مدرسة نحو الاستقلال ثم مدرسة صلاح الدين كان البناء مستاجر من قبل الحكومة بملغ 140 قرش .

دخلت الفصل مع العيال فى الفصل المقابل للدرج امام البوابة جلست فى التختة الاولى بجوار الباب مباشرة وامام السبورة ...دخل الينا استاذ نفادى اعطانا الالواح وطلب من الفصل كاتة الواجب اى واجب وايه يعنى الواجب سالت زملائى ايه الواجب ولم يجبنى احد نظرت الى زملائى وفعلت مثل عملت خط مثل رقم 1 فى اللوح ولا اعرف هل كان هذا حرف الالف ام رقم 1 قام المعلم بجمع الالواح وهى كانت من الجرانيت الخفيف ذو الاطار وكانه يجمع كمية كبيرة من البلاط او الصورذات الاطار لتعليقها على الجدران

كان استاذ نفادى محبوبا لدى كل التلاميذ حيث انه كان يدرسنا كل المواد وذاد حبى له عندما فتح حقيبة كبيرة واخرج الاوكوردين واخذ يعزف داخل الفصل ما اروع هذ الحصة وكان وطنيا عاشقا لعبد الناصر ولمصر وربما اختاره الله من الشهداء حيث لم يبقى معنا الا اسبوع

وغاب عنا سمعنا بعدها انا استشهد فى حرب اكتوبر

هذا لا انساه رحمة الله ولا انسى نشيد الله اكبر الله فوق المعتدى وطابور الصباح فى الشارع ولا انسى عندما قطع سلك الكهرباء وسقط فوقنا فى طابور الصبا وقفز استاذ نفادى كالصقروابعده عنا بقطعة من الخشب .

لا انسى اول قصة فى حياتى اقراها ( الهام والعصفور ) عندما قام استاذ طلبة بتوزيع القصص على الفصل فى حصة المطالعة وكان المطلوب من كل تلميذ يقرا القصة وتبقى عنده بالبيت ثلاثة ايام ثم يرجعها للاستاذ طلبه ويسالة فيها .

اول حادث اتعرض له فى حياتى عندما كنت فى الصف الرابع وهذا الفار الذى اكل القصة من الاطراف ولم يترك الا مكان الدبوس هذا لاننى وضعتها فى الدولاب وهو عباره عن طاقة فى الحائط بها رفين ولها باب ... جاءت الحصة ارابعة وجلس استاذ طلبه ينادى على كل تلميذ بالاسم فيذهب اليه ويعطيه القصة .. لكنى ارتعشت وزادت ضربات قلبى عندما قال اسمى خرجت فقال فين القصة لم اتكلم فين القصة قلت فى البيت تذكرت كلمات امى عندما وجدتنى ابكى عندما رايتها تم قرضها من الفار اللعين قالت لى قل للاستاذ ممكن ادفع قيمتها ؟ فقلت له ممكن اد.... قاطعى قائلا روح هاتها بسرعة جريت بسرعة فرحا واحضرتها اخذها منى ووضعها بيت القصص دون ان ينظر الىها وانا اتمتم استغفر اللهم صل ع النبى يار يارب يارب

فى اليوم التالى لا ادرى ما الذى حدث حيث كان استاذ طلب لا يرى فى الفصل غيريبدا الحصة بضربى بعنف عشرة جلدات على يديى النحيفين فى برد الشتاء بدون ان اعرف السبب

كل يوم حتى اننى كرهت المدرسة وكنت احلم بالضرب يوميا الذى لا يزال اثرة موجود فى يدى لقد كنت ابدا يومى قابضا يديى حتى تعرق فلا احس بالالم من الجلدة السوداء الهابطة بقوة على يدى الصغيرتين النحيليتين كانت الجلد هذه عبار عن جزء من سير مطاط اسود لاسع مثبت على قطعة خشب كان يسمسيها الحاجة .

لقد كان طلبه سببا لى فى الهروب الى خارج القرية حيث النخيل والشجر والترع والانطلاق

تركت المدرسة فكنت اذهب الصبح واهرب الى الحقول حتى الظهر واحيانا الى المغرب لم يسال عنى احد لقد اعطانى طلبه فرصة لاتعرف على الوجه المضى من الحياة حيث الحقول وحيث وجوه الجاموس والحمير والمعيز والكلاب الطيبة التى هى اطيب منه جعلنى اتسلق اشجار النبق واكلم اليمام واجرى خلف ابو القردان واصطاد العصفير وارمح النخل بالاحجار ليسقط لبلح .

وفى احد الايام جاء عمى زين بورقة فيها اسمى يسال عنى لم يعرف احد اسمى حيث انه كان لى اسم فى المدرسة مختلف وفى هذه اللحظة فقط عرفت اسمى عرفت انهم عرفوا بهروبى من المدرسة قالى ابى لاخى بكره نروح نشطبة من المدرسة سمعت هذا الحوار وانا غير مدرك بشى .

فى اليوم التالى اخذنى ابى وذهبنا الى المدرسة وقابلنا استاذ كامل فهو الذى جاء بنفسه الى الحقل وجاء بى احتضننى وسمع منى وفهم ما يفلعة هذا المعلم المريض نفسيا وعرفت انه تعرضت لسيل من الضحك والسخرية من الموجه والناظر وكل المعلمين عندما كان يسلمه القصص ونظر الموجه الى احدى القصص ووجدا ماكول معظمها فقال له ( ايه يا استاذ طلبه انتى مربى فيران عندك فى البيت ولا فى الدولاب ولا ايه ) واخذ معظم الحضور فى الضحك والسخرية ولانه كان غير طبيعى فقد امتلا قلبه حقدا وكراهيه لتلميذه .....

لا انسى استاذ كامل ابدا ولا انسى طيبتة وفضلة على حيث ازال الشوك من طريق انطلاقى فى التعليم فى المرحلة الابتدائية فقد تابعنى بنفسه واكتشف قدراتى العقلية ومواهبى ولا انسى اننى تفوقت وطلعت الاول فى الصف السادس ولا انسى ابن عمى عندما جاء واطلق الاعيرة النارية من بندقيتة الالمانى فرحا بنجاحى     .

كان الاستاذ كامل هدية السماء واليد الحانية العطوفه الى منحتنى الثقة بالنفس واكتشاف قدرات الذكاء والتفوق لقد وعدتة بهديه له دكين ( جمع ديك ) اذا ما طلعت من الاوائل فى الصف السادس ومازال يذكرنى بوعدى حت بعد ان اكملت دراستى الجامعية وأصبحت مثله فى الحقل التعليمي كان يقول لى " فين الديكين يا حاج ؟ "

رحمة الله وجزاه ربى عنى خيرا دعئى له بظهر الغيب خيره من وعدى له .. لا انسى ذالك الحادث الذى غير حياتى وصقل معرفتى وبحث عن حقيقة الاشياء حادث " بهلات "

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٤ ص - عبد الفتاح الطيب
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٨ ص - jimina
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٥ ص - شهد بركات
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:١٤ م - Amani
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:٠٨ م - soha
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ٢:٠٠ ص - Zm23138244
About Author