بعد انتهاء يوسف وماجد من لهوهم قال يوسف: من الجيد أنك أتيت اليوم، لأني لم أكن أتوقع زيارة ياسمين ولم أحضر علبتها المفضلة وفي الحقيقة هي مكلفة بالنسبة لي، ولكن الآن أنت من سيشتريها.
ضحك ماجد وقال: أنت تقوم بتدبيسي في شراء هذه العلبة؟ أعتقد أنها من الممكن أن تضر الحمل.
ضحك الأثنان وقاطعتهم ياسمين وقالت: أتتهربون من شراء علبتي إذن لن أعود معك يا ماجد.
قال ماجد: أمزح معكِ يا ياسمين، حسنا لا مفر...
بعض مرور شهرين أصبح القصر جاهز للعيش وانتقل الجميع به وكانت ياسمين بالشهر الخامس، وبعد انتقالهم للقصر طلبت إلهام من الشيف ناديم كبير الطباخين إحضار الكعك والجاتوه من أجل الاحتفال.
كانت سها تعلم أن هي وياسمين فقط يحبون الكعك بالشيكولاة ولذلك قررت وضع أغراض السحر في جميع الكعك بالشيكولاة، فهي متأكدة أن جميع من بالقصر لا يحبون الشيكولاة.
بدأ الجميع في تناول الكعك ماعدا سها أخبرتهم أنها تشعر بدوار ولا تستطيع تناول الكعك، حتى ظن الجميع أنها ربما حامل...
تناولت ياسمين قطعة بالشيكولاة وشعرت سها بنجاح خطتها أخيرا...
انتظرت سها يوم يلو الأخر ولا جديد، كلما حدث شجار عادي بين ماجد وياسمين ظنت أنه بفعل السحر وسيتفرقون ولكن يمر الخلاف ويتصالحوا وكأن شيئا لم يكن، تعجبت سها وذهبت إلى الساحر لتفهم منه متى سيبدأ مفعول السحر؟
أخبرها أن السحر لن يعمل أبدا مهما حاول من في الأرض جميعا، تعجبت سها وقالت: لماذا؟ إن السحر خرب الكثير من البيوت ودمرها، كيف تقول أن السحر لن يعمل؟ هل ياسمين نبي أم ملاك مثلا؟
قال لها: بل هي في معية الله وحفظه، هي تتحصن بذكر الله وقراءة آية الكرسي والإخلاص والموعذتين، وهذا كفيل بأن يحميها من كل شيء مهما حاول شياطين الإنس والجن.
تعجبت سها وقالت: يبدو أنك نصاب وسأحول مع غيرك.
قال لها: إني أفضل ساحر وأنا من تعلم مني السحر الكثير من الناس وتأكدي أنه لا يوجد من يفيدك بشأن ذلك.
عادت سها إلى المنزل وهي غاضبة وتفكر كيف تتخلص من تلك الفتاة، لا تستطيع تتحمل رؤيتها وكل يوم حملها يكبر..
فكرت سها في التخلص من الجنين وفكرت في حبوب إجهاض وأن تضعها لها في الكعك بالشيكولاة كما فعلت سابقا، ولكن بلا جدوى حينا تذهب إلى والدتها وحينا تشعر بالتعب وتنام باكرا ولا تجد وسيلة لإطعامها الحبوب، حتى خطر ببالها فكرة شيطانية، أن تجعل ياسمين هي من تتخلص من الجنين بنفسها...
ذهبت سها إلى طبيب العائلة وأعطته مبلغ كبير من المال وأخبرته أنه في الزيارة القادمة يخبر ياسمين أن جنينها معاق وأنها تستطيع التخلص منه بسبب إعاقته وأن هناك الكثير يفعلون ذلك وهو سيقوم لها بإجهاض الجنين.
بالفعل وكانت ياسمين بأخر الشهر الخامس وحينما أخبرها الطبيب بشأن إعاقة الجنين حزنت كثيرا هي وماجد ولكن لم تترد في رفضها لإجهاضه أو التخلص منه أبدا، وبعد انتهاء زيارة الطبيب بدأ الحوار بين ماجد وياسمين...
ماجد: يجب التخلص من الجنين ومن الممكن أن يعوضنا الله بأخر سليم.
ياسمين: ماذا تقول؟ هذه هدية وهبها الله لي كيف أرفضها؟ أنت لا تعلم شيء فهو بمثابة ملاك في صورة طفل، لن أفرط فيه أبدا حتى ولو فقدت حياتي.
ماجد: ولكن يا ياسمين كيف سنتعامل معه؟ كيف سيعيش في هذه الدنيا؟ سيعتمد علينا طوال عمرنا وماذا لو جاء أجلنا؟
ياسمين: هل انت ارحم به من ربه؟ هل أنت تستطيع ان تحمي نفسك حتى لولا رعاية الله؟ الحامي هو الله وهذا الطفل الذي لا حول له ولا قوة سيكون الله وحده لا شريك له هو عونه ورعايته وحمايته.
ماجد: سامحني يالله واغفر لي ما قلت.
ياسمين: لقد قلت الصواب، سلم لأمر الله وأرضى به، فهو حكيم ويدبر لنا أمورنا حتى في الابتلاء.
ثم أكملت وانظر إلى الجانب الإيجابي، هذا الطفل ملاك بريء وسينير حياتنا وستشعر وأنت بجواره أنك في الجنة، هذا الطفل اكثرهم طهرا ونقاءا وحنانا، صدقني هو النعيم بذاته.
ماجد: لديك حق يا عزيزتي، وعلينا الآن ألا نخبر والدينا او نخبر أحد ونتركها لله.
ياسمين: نعم، هذا هو الصواب، أما أنا فسأبحث كثيرا عن كيفية رعاية هؤلاء الأطفال وماذا يجب علينا فعله بشأن رعايته وتعليمه وتحسين مهارته...
ماجد: وأنا أيضا سأبحث عن كتب خاصة بهذا الأمر حتى نستعد لاستقبال ملاكنا الصغير.
عادوا إلى المنزل ولم يخبر أي منهم بما حدث، فتعجبت سها وقامت بالاتصال بالطبيب ولكن أخبرها أنه فعل ما أرادت، ولكن يبدو أن ياسمين رافضة تماما إجهاض الطفل، ويبدو أنها ستكمل الحمل.
غضبت سها وقالت: ما هذه اللعينة كيف لها تنجو دائما من قبضة يدي؟ ولكن مازال هناك شيء أستطيع أن أجعل حياتها جحيم ولكن يجب أن تخبرنا بشأن طفلها أولا، لذا فسأقوم بطريقتي لإعلان الأمر.
أخبرت سها الجميع أنها ستذهب للطبيب لإجراء الفحوصات بسبب تأخر حملها، ثم عادت إليهم وأخبرتهم بالكذب أنها علمت من الطبيب بشأن طفل ياسمين المعاق، وأنه ينتظر ردها بشأن إجهاضه.
قال ماجد: نعم، هذا صحيح ولكن لا مجال لإجهاضه، لقد قررنا إكمال الحمل على أية حال.
قالت إلهام: لماذا يا ماجد؟ فمن الممكن إجهاضه وتنتظر طفل أخر سليم.
قالت سها: هذا رأي أيضا.
قال زكي: بالطبع لا، قرار ياسمين وماجد على حق، هذا الطفل هبة من الله وإن قاموا بإجهاضه كأنهم يعترضون على أمر الله.
قال ماجد: نعم يا أبي، هذا ما قالته ياسمين بالضبط، لا مفر من أمر الله ويجب علينا الرضا والتسليم لأمره ولعله خير بالتأكيد، أمر الله كله خير.
قالت إلهام: أعتقد أن هنالك شيوخ في التلفاز قد أحلوا التخلص من الجنين الذي به إعاقة، فهل أنتم تفهمون أكثر منهم؟
قال زكي: أنتِ لا تعلمين شيء وقد أجمع الفقهاء بأن الطفل إذا بث فيه الروح واكتمل تكوينه أي بعد ١٢٠ يوما أنه لا يمكن إجهاضه إلا إذا كان هناك خطر على حياة الأم في حالة إستكمال حملها؛ وعلى أية حال هذا قرار ماجد وياسمين فقط ولا حق لنا في التدخل بهذا الشأن.
ثم طلب زكي من ماجد أنه يريد أن يتحدث مع ياسمين قليلا.
جاءت ياسمين وقالت لزكي: علمت من ماجد أنك تريد التحدث معي.
قال زكي: نعم، أجلسي يا ابنتي.
ثم طلب زكي من الخادمة إحضار عصير ليمون لتهدئة ياسمين فيبدو أنها تمر بوقت صعب.
قال زكي: أردت أن أخبرك أني معك وأدعمك كثيرا، وأن قرارك هو الصواب، ولا تقلقي بشأنه فجميعنا سنرعاه معكِ وأنا أشتاق إليه الآن أكثر.
قالت ياسمين ولا تستطيع إخفاء دموعها: شكرا لك يا أبي، حقا كنت أحتاج من يدعمني، فأشعر الآن أنك بمثابة أبي.
قال زكي: بالتأكيد يا ابنتي أنا مثل والدك ولي الشرف في ذلك، كم أردت أن أنجب بنتا بأخلاقك وسلامة قلبك.
قالت ياسمين: حقا إن مع العسر يسرا، دعمك لي هو اليسر الذي مع العسر، حمدا لله.
شعرت ياسمين براحة بعد هذا الحوار وحاولت التعامل مع الأمر حتى تمر الأيام....
وكلما رأت سها بؤس ياسمين شعرت بالراحة والانتصار حتى مرت الأيام وعادت ياسمين كما كانت تشعر بالبهجة والسعادة فتعجبت سها وقالت: ماذا هناك يا ياسمين؟ هل هناك شيء جديد؟
أخبرتها ياسمين أن يبدو أننا سنسمع أخبار مفرحة، إن أخي يوسف تعرف على ماهيتاب في أحد الجمعيات الخيرية ويبدو أنهم شعروا بالراحة معا وسيقوم بخطبتها عما قريب.
تعجبت سها واتصلت بماهيتاب وقالت: لماذا لم تخبرني بشأن يوسف؟
قالت ماهيتاب: كلما حاولت الاتصال بك ومقابلتك تخبرني أنك منشغلة ببعض الأمور، أتذكرين؟ فلم أستطع إخبارك شيء، كما أن الأمور تطورت سريعا فإن يوسف لا يحب المماطلة في هذه الأمور وفضل أن تأخذ شكل رسمي حتى يستطيع التعرف علي دون الشعور بالذنب، ويكفي أنه هناك قبولةبيننا.
قالت سها: وماذا عن اختلاف الطبقات والحالة الاجتماعية والكثير من الفروق.
قالت ماهيتاب: تجربتي السابقة علمتني أن كل هذا لا ينفع، ولكن ما يهم حقا هو الأصل الطيب والأخلاق والمعاملة الحسنة.
قالت سها: لا أفهم كلامك هذا ولكن اعلمي لو تزوجتيه فلتنسي أن لكِ صديقة اسمها سها، وأغلقت الخط.
لم تبالي ماهيتاب بهذا الحوار وقالت: أرجو لك الهداية يا صديقتي.
كلما رأت سها سعادة ياسمين شعرت بالغضب ثم فكرت كيف تقهر قلبها ثم قررت أن تضايقها بالحديث، فأصبحت متعتها الوحيدة بكاء ياسمين وحزنها!
كانت ياسمين جالسة تحاول ترتيب بعض الأمور، وقالت حماتها: ما هذا يا ياسمين أنتِ في الشهر السابع وهذا مرهق لكِ، لا تفعلي شيئا وهناك خدم لذلك.
ثم رحلت للتنبيه على الخدم عدم ترك ياسمين تفعل شيء، وحينما ذهبت إلهام وانفردت سها بياسمين قالت لها: أمازلت تشعرين أنك مثل الخادمات؟ فهكذا الفقراء مهما عاشوا في قصور لا يستطيعون أن يعيشوا كالأغنياء، حتى ابنك سيولد معاق ولن يتعلم كيف يعيش كالأغنياء، ثم ضحكت.
كانت ياسمين تود الرد عليها ولكن حينما تحدثت عن ابنها لم تتحمل وذهبت باكية منكسرة ....
وقتها شعرت المريضة سها بانتصارها على قهر ياسمين وربما إصرارها على عدم إجهاض الجنين جاء لمصلحتها.
سأل ماجد ياسمين: ماذا هناك؟
لم تجبه وظلت تبكي وكانت شديدة الانهيار.
قال ماجد: اهدأي يا ياسمين حتى لا يبكي صغيرنا، هل أخبرك أحدهم بشيء ضايقك؟
انهارت ياسمين وزاد بكائها وكأنها تجيبه بنعم.
قام ماجد باحتضانها ثم أخبرها اهدأي عزيزتي فأنت أقوى من هذا، ثم قرأ عليها قرآن حتى شعرت أنها أحسن، وكأن ياسمين كانت بحاجة لهذا البكاء من وقت معرفتها بشأن الطفل ولكنها كانت تحاول الصمود وتجاهل الإلحاح في رغبة البكاء ولكن سها قامت بمساعدتها لمواجهة الأمر لا الهروب منه، حتى تستطيع أن تكون أقوى وأصلب.
ظنت سها انها انتصرت عليها ولكن هي ساعدتها لتصبح أقوى وأن تواجه مثل هذه المواقف....
وبعد هدوء ياسمين وكأن ماجد هو الأخر يريد مواجهة الأمر ولكن ليس بالبكاء ولكن بإيجاد إجابات لأسئلته....
قال ماجد: أردت سؤالك بأمرى يحيرني ولكني ترددت كثيرا.
قالت ياسمين: لا تتردد فربما أستطيع إجابتك الآن.
قال ماجد: لماذا رغم أنك تذكرين الله دائما وتتقربين منه وتكثرين من الصلاة والقرآن وفعل الخيرات يبتليكِ الله هذا الابتلاء؟
قالت ياسمين: هل تظن أن بعبادة الله تنجو من الابتلاءات؟ الابتلاء يحدث للجميع الطائع والعاصي ولكن من يعبد الله حق عبادته ويذكره دائما أبدا يعينه الله على الصبر والرضا وتجاوز الأمر بعونه له أي أن ذكر الله وعبادته ليست تفضل منك على الله وتريد المقابل ألا تبتلى، ولكن ذكر الله وعبادته هي حجتك لإجتياز الأمر وأن يمر بسلام فأنت من في أشد الحاجة للتقرب إليه بالعبادات لا هو، هو الله له الملك ولا ينقص من ملكه شيء سواء أطعته أم عصيته.
قال ماجد: ولكن أشعر أن هذا ابتلاء صعب جدا، وكأن ابتلائنا ابتلاء للعاصي لا للطائع.
قالت ياسمين: بل بالعكس، اختبار الطائع عادة أصعب من العاصي، إن الله يختبر الإنسان على قدر طاقته لا على قدر عبادته، لأنه رحيم بعباده وكما قال الله سبحانه وتعالى " وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ "
إن الله لا يختبر الإنسان أكبر من طاقته حتى لا يضيع إيمانه وهذا لأن الله رؤوف رحيم.
ثم أكملت وقالت: أتعلم أن أشد الناس عبادة وذكر لله هو أشدهم ابتلاءا وهو الرسول ﷺ.
قال ماجد: عليه الصلاة والسلام.
قالت ياسمين: فقد ولد يتيم الأب وتوفت أمه وهو بعمر السادسة أي أنه كان يتيم الأب والأم وهو في السادسه، وتوفى جده عبد المطلب وهو بعمر الثامنة، عمل كراعي غنم وهو في الثامنة من عمره حتى الخامسة عشر من عمره، أي أنه عمل في سن مبكر وتعود على العمل الشاق من صغره؛ فقد أبنائه الذكور، كان أول ابنا له القاسم وتوفى وهو بعمر المشي قبل فطامه، حتى أن الرسول ﷺ ولقب باسمه أبا القاسم.
قاطعها ماجد وقال: نعم، نعم أسمع أحيانا من يدعو الرسول ﷺ ب أبا القاسم ولم اكن أعلم لماذا، ظننت أنه اسم مشهور به، كم أنا جاهل حقا، أكملي يا ياسمين.
قالت ياسمين: ثم توفى ابنه عبد الله وهو صغير السن ثم أخبره أحد الكفار لا أتذكر اسمه، ربما العاصي أو..
قال ماجد: لا يهم أكملي بماذا أخبره؟
قالت ياسمين: قال له انه ابتر أي سينقطع سيرته لأنه لا ينجب الذكور.
قاطعها ماجد: كم كان يعاني رسولنا الحبيب ونزلت دموعه.
قالت ياسمين: لم يتركه الله يا ماجد بل أنزل عليه سورة الكوثر حتى يراضيه واخبره أنه سيجازيه في الأخرة بشيء عظيم وهو الكوثر وهو نهر في الجنة وأن عدوه ذلك الكافر هو الأبتر لأن سيرة الرسول ستظل إلى يوم القيامة أما ذلك الكافر فهو من سينقطع سيرته.
قال ماجد: لم اكن أعلم معنى كوثر، إذا أنجبنا بنتا سنسميها كوثر.
قالت ياسمين: ولكني حامل بولد.
قال ماجد: ربما رزقنا ببنت في المرة القادمة، ولكن اكملي حديثك.
قالت ياسمين: ثم بعد ذلك رزقه الله بإبراهيم وقد فرح به وقص شعره وقام بالتصدق بوزن شعره وتعلق به كثيرا حتى أصبح بعمر ١٨ شهرا ثم توفى وحزن عليه كثيرا وقد مات على حجره وقال:" تَدْمَعُ العَيْنُ وَيَحْزَنُ القَلْبُ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا ما يَرْضَى رَبَّنَا، وَاللَّهِ يا إِبْرَاهِيمُ إنَّا بكَ لَمَحْزُونُونَ "
لم يستطع ماجد أن يمنع نفسه من البكاء تاثرا بكل ما مر به نبي الله محمدﷺ ..
قالت ياسمين: أرأيت أننا لم نعاني قط، سنكمل لاحقا.
قال ماجد: لا، اكملي الآن أريد معرفة المزيد، ولكن هناك سؤال يحيرني كثيرا.
قالت ياسمين: ماذا؟
قال ماجد: ولما لم يرزق الله الرسولﷺ بالذكور؟
قالت ياسمين: حتى لا يعتبره احد أنه نبي لأن محمد ﷺ خاتم الأنبياء والمرسلين.
قال ماجد: وهل كل ابن نبي نبي؟
قالت ياسمين: ليس كل أبنائهم أنبياء ولكن معظم الأنبياء كان من أبنائهم أنبياء مثل اسماعيل ابن ابراهيم عليهما السلام وسليمان ابن داود عليهما السلام ويعقوب ابن اسحاق ويوسف ابن يعقوب، فربما يعتبر المسلمين أن أحد أبنائه نبي فلهذا لم يرزق بأبناء ذكور.
قال ماجد: إذا كان الرسولﷺ لن يرزق بأبناء ذكور لمَ ينجب ذكور من الأساس؟ إن الله قادر أن يعطيه بنات فقط، ما الحكمة في إنجاب الذكور ثم وفاتهم؟
قالت ياسمين: الحكمة لا يعلمها إلا الله وحده، كما أن الرسول قدوتنا نقتضي به في كل الأمور والظروف التي تمر بنا فلذا يجعله الله يمر بجميع الأمور والحالات كي نقتضي به ونعلم ماذا كان يفعل حتى ونفعل مثله.
قال ماجد: يبدو ان الرسول ﷺ قد عانى كثيرا بالفعل.
قالت ياسمين: وكان اكثر من في الأرض عبادة وذكر وتقوى لله.
قال ماجد: لقد شعرت بالراحة كثيرا من هذا الحديث، شكرا لك على كل هذا.
قالت ياسمين: الشكر لله أنا كنت أذكر نفسي معك.. أتعلم ماذا أحتاج الآن؟
قال ماجد: علبة شيكولاة بالتأكيد!
ضحكت ثم قالت: لا، شيء أخر، أريد أن أذهب لأداء مناسك العمرة، أريد أن أنسى هموم الدنيا وأنشغل بالأخرة أكثر.
قال ماجد: يا لهذه الفكرة الرائعة سأدبر الأمر ثم نذهب عما قريب.
فرحت ياسمين لكلام ماجد وبدأت تستعد لأجمل رحلة تنتظرها.....
You must be logged in to post a comment.