قنص الذات

كان طموحا مبالغا فيه، تقليد أبطال أفلام الاكشن.

 في البداية ،اعتقدت بأن الامر سيكون سهلا.سهلا

 كخلع معطفي،لم يكن كذلك.اوه

كان مؤلما كنزع الجلد عن اللحم. كثقب في الصدر

 يتسع مع كل شهيق وزفير. 

هل هذا  تبرير رجل يشعر بالندم ؟

 

اقول لنفسي:

جمجمة السلام صلعاء،  ما جدوى ان افليها من القمل. 

لن أُحدث فرقا، لو اني لم اطلق كل هذا الرصاص

هل هذا تبرير رجل عادل؟

 

اقول لنفسي:

خلق البشر كي يموتوا.. في جميع الاحوال

كل الذين قتلتهم  ، كانوا سيموتون قي نهاية الامر 

هل هذا تبرير رجل طيب؟

 

اقول لنفسي

اسياد السلام، هم ايضا اسياد  الحرب

وانا لست سوى بيدق

يتم تحريك من مربع الى مربع

هل هذا تبرير رجل حر؟

....... 

يقول الجميع

 بأنني اتكلم اثناء نومي

وان كل ما اقوله:

كان يمكن ان اكون 

طبيبا

مزارعا

نجارا

سائق تاكسي

كان يمكن ان اكون

مغنيا

متسولا

لكنني اخترت ان اكون

قناصا

اوه

تلك اللحظة

فتحت فجوة كبيرة في جدار انسانيتي الصلب

جعلتني اكتشف شخصا آخر بداخلي

لم اكن يوما اعتقد بوجوده. 

حدث الامر

وكأن رأسي قد اصطدم بقوة بقاع صخري.

 دخلت غيبوبة مؤقتة

وحين صحوت

كنت فقدت هوية ذلك الرجل الذي كنت عليه..

اوه

مرة اخرى

اتمدد مصوبا بندقيتي نحو أحدهم 

ازحف على الأتربة اللاهثة

اتعرق.. زخات عرقي.صراخ مكبوت

مرة اخرى

لا املك الوقت كي اسرح في اللاشيء 

لا املك الوقت كي اتخيل حياة مختلفة

لا املك الوقت كي اتخيل بطن حبيبتي

وهو يبدو كعش مضاء

يعلن عن قرب قدوم زائر جديد

لا اسمع اغاني طفولتي العتيقة

لا افكر بالمستعمرات المرجانية التي تموت

وبالغابات المطرية التي تحترق. 

لا اجيب على سؤال عقلي: 

لماذا اقتل

وهذا الذي اقتله .

ماذا لو كان لديه اطفال ينتظرون عودته. 

لاشيء يعنيني سوى انهاء هذه المهمة

لقد تحولت لمجرد آلة تعطى الأمر فتنفذ.

اوه

يا الهي

لقد اعتدت على فقدان جزء مني كل يوم

حتى ان خسارته لم تعد كارثة. 

 عصافيري تخلت عن نعمة الطيران

وحدائقي تحتلها  العناكب

....

احيانا.احيانا

أشتاق الى تلك الكوابيس

التي كنت  ارى فيها وجوه أولئك الذين قتلتهم

هذا كان يشعرني بالندم 

الحزن

حتى هذه الكوابيس قد فارقتني.

أشعر بأن رأسي معلق بقلادة حرب

انتهى الأمر اذا

يتحدثون عن الشمس

اتذكر لصوص الظلام

أمر بمحاذاة مدرسة 

اتذكر ذلك  الطفل المشرد بداخلي

هذا الذي يفر من عيون السماء

بوضع مزيد من الاثقال على قدميه. 

ما يكفي فقط .ليبقى واقفا على الارض

هل هذه طريقة ناجحة للخلاص من الشعور بالخطيئة ؟

كان طموحا مبالغا فيه، تقليد أبطال أفلام الاكشن

 في البداية ،اعتقدت بأن الامر سيكون سهلا.سهلا

 كخلع معطفي،لم يكن كذلك.اوه

كان مؤلما كنزع الجلد عن اللحم. كثقب في الصدر

 يتسع مع كل شهيق وزفير. 

هل هذا تبرير رجل يشعر بالندم ؟

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٤ ص - عبد الفتاح الطيب
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٨ ص - jimina
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٥ ص - شهد بركات
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:١٤ م - Amani
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:٠٨ م - soha
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ٢:٠٠ ص - Zm23138244
About Author