شمال أوكرانيا " التي كانت جزء من الاتحاد السوفييتي في ذلك الوقت" 26/4/1986
في هذا المكان حيث يتواجد المفاعل النووي " وهو مفاعل لتوليد الطاقة الكهربائية " وأطلق عليه اسم" تشيرنوبل " تبعاً للمنطقة المتواجد فيها وفي هذا الزمان أيّان حصلت تلك الكارثة الّتي تعد أكبر كارثة نووية شهدها العالم والّتي حوّلت مدينة تشيرنوبل إلى مدينة منكوبة ولاتزال آثارها موجودة حتّى يومنا هذا
دعونا نتطرّق الآن لتفاصيل تلك الحادثة بأبسط مايمكن :
في يوم 25 أبريل كان من المفترض إجراء اختبار السلامة الرابع لتجربة المفاعل رقم 4 بعد فشل الثلاث اختبارات السابقة, عند الساعة ال 01:06 صباحاً بدأ التخفيض التدريجي للطاقة في المفاعل بواسطة مهندسين كهربائيين مختصين وقد وصل مستوى الطاقة إلى 50% من مستواه الحراري الأسمى البالغ 3600 ميغا واط بحلول نوبة النهار وكان من المقرر إجراء الاختبار عند الساعة 14:15 ولقد بدأوو بالفعل بالاستعداد لإجراء الاختبار ولكن عند الساعة 14:00 طلبت وحدة التحكم في الشبكة الكهربائية في "كييف" تأجيل خفض إنتاج تشيرنوبل إذ كانت هناك حاجة للطاقة لتلبية ذروة الطلب المسائي فوافق مدير المصنع وأجل الاختبار
كان من المفترض الانتهاء من الاختبار خلال النوبة النهارية وبحضور المختصين ولكن وفقاً لما حدث فقد ألقيت مهمة الاختبار على عاتق العاملين في النوبة الليلية الّذين لم يملكون الوقت الكافي للتحضّر والتنفيذ, بالإضافة أنهم كانوا شبان قليلي الخبرة, وقد أشرف عليهم لتنفيذ الاختبار نائب رئيس المهندسين لمحطة تشيرنوبل بكاملها " أناتولي دياتلوف"
كانت تعتمد خطة الاختبار على التخفيض التدريجي في إنتاج الطاقة من المفاعل رقم 4 إلى مستوى 700-1000 ميغا واط وقد وصلت بالفعل إلى 720 ميغا واط عند الساعة 00:05 يوم 26 أبريل ولكن بسبب خطأ بالتشغيل "بعد إغلاق توربينات المياه المستخدمة في تبريد اليورانيوم المستخدم كوقود لتوليد الكهرباء" أدى ذلك إلى ارتفاع حرارة اليورانيوم بالمفاعل الرابع إلى درجة الاشتعال
تبيّن فيما بعد أن زر الأمان الذي من المفترض أن يوقف كل شيء في حال حدوث أي طارئ كان به عيب صناعي, فعندما شعر المهندسون بوجود خلل في مستويات الطاقة قررو الضغط على زر الأمان لإيقاف المفاعل وهنا كانت الكارثة فعند الضغط على هذا الزر ارتفعت الحرارة بشكل سريع ومفاجئ مباشرة قبل أن يتوقف المفاعل عن العمل وهذا ماسبب باشتعال قلب المفاعل وانصهاره وحدوث انفجارين كبيرين أعقبهما اشتعال النيران بكثافة في هذا المفاعل وقد حملت الرياح والدخان المواد المشعة إلى السماء وتشكلت سحب قاتلة من الإشعاعات النووية انتشرت في أوكرانيا وروسيا وروسيا البيضاء كما حملت الرياح بعض السحب إلى بولندا والدول الاسكندنافية والتتشيك وألمانيا ورومانيا وبلغاريا واليونان وتركيا
بعد أن أدرك المسؤولون حجم الكارثة قرروا التكتّم وإخفاء الأمر وامتنعوا عن طلب المساعدة وقاموا بإغلاق مخارج ومداخل المدينة واحتواء الحدث, كما استعانوا برجال الإطفاء لإخماد الحرائق الذين لم يستطيعوا النجاة بحياتهم, منهم من عانى من حروق شديدة نتيجة الحرارة و المواد المشعة الّتي كانت تملأ المكان كما أن كل من استنشق تلك المواد كان يعاني من غثيان وإقياء يترافق مع دم وكانت الحالات تتراوح بين متوسطة إلى شديدة جداً حسب كمية المادة المستنشقة وحسب قربهم من مكان الحدث
ولكن لم يستمر التكتم طويلاً فقد رصدت الأقمار الصناعية الأمريكية احتراق المفاعل كما رصدت محطة طاقة في السويد وجود إشعاع بالجو مصدره تشيرنوبل وبهذا اضطرت الحكومة بالاعتراف بالحدث, كما تمّ إخلاء مدينة تشيرنوبل من السكان ولكن كان قد فات الأوان لبعضهم
الضحايا والخسائر:
لقى 31 من العاملين ورجال الإطفاء مصرعهم فور انفجار المفاعل جراء تعرضهم مباشرة للإشعاع, وققد تباينت التقديرات بشأن العدد الحقيقي لضحايا هذه الكارثة فقد شككت منظمات دولية عدة في أعداد الوفيات التي صرحت عنها الحكومة الأوكرانية والأمم المتحدة وتوقعت وفاة بين عشرة آلاف وأكثر من تسعين ألف شخص بسرطان الغدة الدرقية المميت, وتنبأت منظمة السلام الأخضر بوفاة 93 ألف شخص بسبب الإشعاعات الناشئة عن الحادث, كما أن المنطقة المحيطة بتشيرنوبل شهدت ارتفاع كبير في معدلات الإصابة بسرطان الغدة الدرقية اكثر من أي أنواع أخرى من السرطان, كما تسببت هذه الحادثة بتلوث 1.4 مليون هكتار من الأراضي الزراعية في أوكرانيا وروسيا البيضاء بالإشعاعات الملوثة
You must be logged in to post a comment.