جِسرٌ من العلاقاتِ مَبنيٌّ على حافَةِ نَهر، النَّظَرُ لِزُرقَةِ الماءِ مُخيفٌ فأنا مُصابٌ بِفوبيا السُّقوط، ستتخطَّفُكَ الأَيدي حالَ تفَوُّهكَ بأيِّ كلام، سيَرمونَكَ من خطئٍ إلى خطَأ، ستَجلِدُ ذاتَكَ كثيراً ظنّاً بأنَّكَ بمقدارِ السوءِ الذي يَصِفون، الأمرُّ ألا مهربَ مِنهُم، فأنتَ تُحبُّهُم ولا تحمِلُكَ نفسُكَ على أذيَّتِهم، تستمِرُّ حَذِراً ما دامَ الصبرُ مُجدياً، تَصيغُ قوالبَ الملاطفاتِ وروداً وكلاماً مأنقاً وتعابيراً جَزِلةً، ولسانُ حالِهم ملتصقٌ بسقفِ حلقِهِم لا ينفكُّ عن ذكرِ الأخطاء، يلتزمونَ حتماً ممنوعاتٍ يرغبونها ويعرفونَ عدمَ رغبتِنا بها، قد تكونُبسيطةً إنما تكرارُها مُزعِجٌ حقاً، إذا تعِبوا يبالغونَ في تعبيرِهم عن التعبِ كأنهم ميتون غداً، وإذا حزنوا أشعروكَ كأنهم دفَنوا عزيزاً، أو أنهم ملوكٌ لا بدَّ التزامُنا بالحدادِ وقتَ عبوسِهِم، كثيرُ خطئهم مغفورٌ عندنا لغايةِ حبهم فهم ليسوا مُطلَقي السوء، جرِّب أن تخالِفَهُم رأيهُم إذا ما أردتَ صدعَ الأرضِ وهيامَ الكواكبِ عن مساراتِها، نفِّس عن همِّكَ لِترى انسحاباً غير مبررٍ أو تذمراً مؤكداً أو تحجيماً لِما تشعرُ بِه، يسلبونَكَ أحياناً لذةَ الاستيقاظِ بمزاجٍ هادئ، يتخيرونَ فرصةَ هدوئكَ ليكونوا لبسمتِكَ بالمرصاد، أنا فعلاً أحبُ أن أضحَك، أعيشُ ببساطَتي دونَ معكِر، أتشربُ الحزنَ لعقيدتي أنَّ فاهمهُ ليسَ على ترابِ أرضِنا، فنحنُ فراعِنةُ التنظيرِ على الشخصِ الذي ألمَّهُ حزنٌ مؤقت، لا تحتملُ المواقفُ كلها أن تبدي وجهةَ نظرِك بحزني، أحتاجُ فقط للكلامِ والردِ عليهِ بالمواساةِ دون فلسفة، أشتاقُ للمسةِ حنانٍ وكلمةِ عطفٍ فأنا طفلٌ وقتَ الألَم، لا أريدُ الشعورَ بأنكم استحوَذتُم الفهمَ وحدَكُم، أعرفُ ما بي وأستطيعُ حلَّه، هو مجردُ ألمٍ يخالجني أودُ البوحَ بِه، لا تركَنوا لقليلِ عطائكم وتحسَبوا أنَّ اهتمامي بهِ يجعلُهُ كثيراً، ولا تركَنوا لكثيرِ عطائي فتقصروا عندما ألاطفكم بقولي: كلُ ما أفعلهُ قليلٌ لأجلكم، حبذا لو تجاوزَ حديثُنا السؤالَ عن الحالِ وسماعَ الأخبارِ وتكرارَ ألفاظِ المشاعر، ليتَ الزمانَ يعودُ لتستذكروا لهفةً دفنَها تعاقبُ الأيام، أكرهُ الروتينَ الذي يجعلُ الإحساسَ بالبسمةِ يأتي على استحياء، فقدانُ المبادرةِ بفعلِ الجديدِ يحملُ المشاعر على تبلدِها وتصلبِها، وإذا بلغَ السَيلُ الزُبا سألامُ على صمتي الطويل، سألامُ على طولةِ البالِ التي نفِدَت دون تجرئهم على محاسبةِ أنفسهم على خطئٍ جعلَ الكلامَ يخرجُ دون قَيد، أهذهِ فقَط ممنوعاتكم التي ترغبونَ بِها، لا وربي هذا ما استذكرتُهُ والباقي نسيتهُ لأعيش، ومنهُ ما أداريهِ ليسألَ على الأقلِ أحدٌ عني حتى ولو كذباً.
You must be logged in to post a comment.