وإن التنعم بصميم التمني لآخِذك بسرمدية الهوى ..والترنّم بجنح ليلٍ يناهز التسعين من عمر المشيب ..فرَوْحٌ وريحان وتنعّم وترنّم ..ورونق نبضاتٍ تتماهى بروح الطرقات ..
سعي وراء ديمومة ما نأمله ..ننسج الأحداث التي تنسجم و ما تخفيه سرائرنا ..رغم معارضة الوقائع والظروف إلا أن المقاومة بمبدأ السيادة لما قدّسناه من روح الشباب لكل ما لم يكن محاولين جاهدين حتى يكون ولو بعد حين ..رافضين مستنكرين لشيخوخة آمال لم تخلق من الواقع بعد ..
مكابدة لمواجهة لحظات نسعى لسلامتها من ارهاصات الشقاء ..تكون هي الفيصل لما نسج وخطط له ..وكأنما تقف في مواجهة مهب ريح عاتية ..نقاوم حتى نصنع من الخيش وشاحاً ..فكلّ الصنيع موجه لريّ بذور زرعناها ..قاصدين منها جذوراً تستحكم وسيقان مثمرة .
تخيب الآمال في كل مرة تقترب أرواحنا مما تنتظر وإذ بخيبة الأمل تقطن جدار قلوبنا كجمرٍ ..حتى نتوقف عن الحلم والتمادي في اصطناعه بالمخيّلة ..عندها فقط نسرق الوقت باجتلاب أمانينا بدلاً من أن يسرقنا هو فتصبح الدقائق ساعاتٍ مطوّلة لا تنتهي ..وفي كل دقيقة من كل ساعة تلفظ الروح أقسى شهقةٍ تخرج معها الحياة.
فلنرحل إلى نهاية العالم ..نستمر بالابتعاد حتى وإن أصبحت خطواتنا حبواً..نحن نستحق الحياة المزهرة ..أنتِ خلقت حتى يهدأ الكون بتفاصيلك ..حتى يخشع الليل لصوت أنفاسك الهادئة وطفلك يتكور في أحضانك..خلقت حتى يتنفس النسيم حياته ..خُلقتِ حياة ..أنت تستحقين أفضل ما قد كان وأفضل ما قد يكون ..فبك يصبح للأوطان سيميائية مختلفة عن كل تفاصيل الواقع.. وأنتَ للجد عنوان فأنت أبٌّ فاضل مضحٍّ ..فنحن نستحق أفضل ما نتمنى ..فصبرٌ جميلٌ وجدٌّ وحب ..والقيل من الوقت ..فلن تخيب آمالٌ قد بُنيت على أساسٍ محكم البناء ..فقط استحكم مما تريد ولا تستبق ما تمنته نفسك ..واترك الحياة تسير على مهل ..فلن تفقد ما تتمنى ولن تخيب ..واتّكل على الله بكل ما ترنو إليه نفسك فتنعم برَوحٍ وريحانٍ وتنعمٍ وترنم.
You must be logged in to post a comment.