نقطة توقف

وتعود صديقتنا لتروي لنا جانبا اخر من شخصيتها المعقدة،

فربما لاحظتم من قبل رقتها وهدوئها وطيبتها، ولكن لم تدرك هي ابدا أين هي مكامن أوجاعها، أو بمعنى اخر موضع فشلها في الحياة

صديقتنا كانت تكره الظلم، تكره أن ترى من يظلمها أمامها

وذاك جانب يمكن تخطيه إن أغمضت عيناها قليلا عنه

لكنها كانت تتوقف ، تتوقف عن الحياة بكل أشكالها إن شعرت بالالم 

لم تعد تعيش أي لحظة من لحظات حياتها

توقفت عن كل شيء وبقيت في تلك النقطة، تلك التي كان أثرها عميقا جدا داخلها، فلربما كان بإمكانها التجاوز، بإمكانها صنع مملكتها الخاصة نجاحها الخاص، كانت ممكن أن تكون سعيدة لنفسها، لكنها دوما كانت تفضل سعادات الآخرين لا سعادتها،

يقولون أن الطيبة شيء جميل ولكنها أيضا شيء قاتل حين لا يدرك الأشخاص قيمتها، شيء مميت إن شعر الطيب بدنو قدره عند أحب الأشخاص على قلبه

لكم من الجميل أن تقابل شخصا طيبا ولكن إن لم تسعده فلا تضره 

أتعلمون لشدة رقتها  كانت تسهو كثيرا عن أخطاء لا تغفر كانت تمضي باحثة عن شيء من الهدوء

كانت تريد السلام لا شيء إلا السلام

لكن كانت تباغتها دائما العواصف ومن كل صوب

كآنت تمد ذراعيها لتحضن العواصف لتهدأ من روعها ولكن كان باعماق العواصف لهيب كلهيب البراكين

ما زالت صديقتنا ملتفتة للماضي لتلك النقطة التي أخذت روحها، ويكأنها تحارب القدر وما حصل

ويكأن الحياة إرتبطت بتلك النقطة

ويكأن لا أمل بالمضي قدما ولا التجاوز

ولسوء أختيارها، كانت تختار الوحدة، تفضل أن تبقى جليسة نفسها ومع أحزانها، متأملة تلك النقطة التي بعثرت كل سنين عمرها أمامها

ونسيت او ربما تناست، أن الوحدة ليست وحدة المكان

وليست وحدة مؤقتة

بل الوحدة بأن تجد نفسك وحيدا حين تحتاج سند، حين تحتاج من يحتضنك وأنت تتألم،

حين تحتاج من يشجعك على حلمك وأنت خائف

صديقتنا كانت وحيدة بالمعنى الحرفي للكلمة ولذا أثرت التوقف على المضي

فأحيانا إن كنا وحدنا بالطريق فلا الطريق يستحق

ولا مستقبل قد يسر،

ما أصعب أن تفقد قدرتك على السعادة وإن ملكت الدنيا وما فيها..

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٤ ص - عبد الفتاح الطيب
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٨ ص - jimina
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٥ ص - شهد بركات
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:١٤ م - Amani
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:٠٨ م - soha
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ٢:٠٠ ص - Zm23138244
About Author