شدت انتباهي حلقة الاتجاه المعاكس ل تاريخ الثلاثاء الماضي؛ ٢٧/ ١٠ / ٢٠٢٠ بعنوان ما بقي من العروبة و العرب عودةً إلى ما سبق، يمكن القول بأن الذين مالوا والتزموا إلى كون يعرب بن قحطان أول من تحدث العربية، هم القحطانيون، وأما اللذين استقر أمرهم لكون إسماعيل-عليه السلام- أول المتحدثين بها، فهم العدنانيون، وعليه صار بالإمكان الاسترسال في الحديث، وذلك بغية الوصول إلى حديثٍ واضحٍ حول العرب العاربة والعرب المستعربة نهايةً، ويجدر هنا ذكر تفصيلةٍ مهمة حول طبقات العرب التي منها أصلًا ما يعرف بطبقات العرب العاربة والعرب المستعربة. يقسم علماء الأنساب العرب إلى طبقتين أو أكثر، فمنهم من يقسمهم إلى طبقةٍ بائدةٍ وأخرى باقيةٍ، وهم العرب العاربة والعرب المستعربة، ومنهم من يقسمهم إلى بائدة وعاربة ومستعربة، والخلاف أساسًا طويلٌ ومتشعّبٌ جدًا، لكن ولتقريب الأفهام، سيذكر المقال أهم الأقوال في طبقات العرب، فمثلًا يذهب صاحب "القصد والأمم في التعريف بأصول العرب والعجم" إلى إن طبقات العرب العاربة والعرب المستعربة، وعلى حد قوله: "العرب العاربة من ولد سام، ثم العرب المستعربة من ولد إسماعيل، وعابر، ويعرب، وقحطان..
وفي تقسيمةٍ أخرى تكون طبقة العرب العاربة هي أبناء قحطان وسلفه -القحطانيون- وهم القبائل الجنوبية في شبه الجزيرة العربية، وتكون طبقة العرب المستعربة هي القبائل المنحدرة من صلب إسماعيل -عليه السلام- وهي القبائل العدنانية، أو المعدية، وهي القبائل الشمالية في شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام.
العرب المستعربة أما العرب المستعربة فهي التسمية التي أطلقت على الطبقة الثانية -العرب الباقية- وتسمى هذه الطبقة أيضًا بالعرب المتعربة، وهم بنو يعرب بن قحطان، وبنو معد بن عدنان بن أد، وقد أخذ أهل هذه الطبقة، بقبائلها وأجدادها اللغة العربية عن العرب العاربة، حسب الروايات، فيروى أن قحطان وأهله قد تعربوا -تحولوا إلى الكلام باللغة العربية- عند نزولهم اليمن واستقرارهم بها، إذ حسب ما تفضي به الأخبار -وهي كما تقدم كثيرةٌ واختلافاتها عميقةٌ بعيدةٌ- أن يعرب بن قحطان كان لسانه سريانيًا، ثم تحول إلى العربية وتحدث بها، فتعرّب.[٥] ومن هنا كان أصل التسمية، بما يعني أن العرب المستعربة هم الذين كُتب لهم الاستمرار والنجاة، وهم أصل العرب الآن، فينحدر العرب المعروفين اليوم من أصولهم، وإليهم ترجع أنسابهم، وهم العرب اللذين كانوا وقت ظهور الإسلام وبدء دعوته، ويذكر إنه عند تتبع الأنساب إن كان للعرب البائدة أو الباقية، سيلتقي كلًا من العرب العاربة والعرب المستعربة، عند جدٍ واحدٍ، وهو سام بن نوح عليه السلام.
You must be logged in to post a comment.